البلاد – هاشم آل هاشم
أغلق رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، جميع الطرق التي من الممكن أن تخلق عبرها إيران وتركيا القلاقل داخل العراق، وذلك بزيارته لإقليم كردستان، وتفقده للمعبر الأهم “معبر إبراهيم الخليل” التابع لمحافظة دهوك.
وحظيت زيارة الكاظمي على مدى يومين إلى إقليم كردستان ترحيبا منقطع النظير لم ينله رئيس حكومة سابق من قيادات الحزبين الكبيرين في إربيل والسليمانية، فيما قال مراقبون إنه أول رئيس وزراء اتحادي يتفقد معبرا حدوديا تابعا لإقليم كردستان، الذي يوجد به 11 معبرا حدوديا مع تركيا وإيران، منها 5 تعتبرها بغداد غير رسمية.
وقال المحلل السياسي العراقي باسل الكاظمي لـ”البلاد”، إن زيارة الكاظمي تختلف عن زيارات رؤساء الوزراء السابقين، إذ لم تكن تقليدية وحفلت بالملفات الحيوية، من بينها ملف المنافذ الحدودية، ومستحقات إقليم كردستان والمستحقات التي يجب على الإقليم تسديدها للحكومة العراقية، باعتباره من الملفات الشائكة بين بغداد والحكومة المحلية في أربيل.
ولفت إلى أن نهج الكاظمى هو التعامل بالدستور في العلاقات التي تربط الإقليم وبغداد، بعيدا عن الصراعات والتشنجات السياسية التي لا تؤدي إلى نتائج ملموسة، إذ أنه يريد من هذه الزيارة إنهاء الخلافات بين الطرفين، مشيراً إلى أن كثيراً من الأطراف تريد إفشال الزيارة، لكونها ليست في مصلحتهم القائمة على ديمومة الصراع بين الإقليم وحكومة بغداد، لكون رئيس الحكومة حمل رسالة لحكومة الإقليم بأن جميع مستحقات سيتم توفيرها في الأطر القانونية والدستورية.
ومن جانبه، أكد المحلل السياسي والكاتب الكردي كروان أنور، أن زيارة الكاظمي لإقليم كردستان هدفت لمناقشة محور التأكيد على أن إقليم كردستان جزء لا يتجزأ من الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن الأكراد مساندون بقوة لرئيس الحكومة في سياساته العامة، ويريدونه أن يضع حداً للتدخل الإيراني والقصف التركي لحدود الإقليم، معتبراً أن زيارته لكردستان إشارة لإيران وتركيا بأن العراق دولة ذات سيادة، ولا يمكن التغول على أراضيها.
في السياق ذاته، قال الكاتب الصحفي العراقي قصي التاجي، إن زيارة الكاظمي رسالة للدول التي تريد اختطاف إقليم كردستان مثل إيران وتركيا الراغبتان في السيطرة والهيمنة على المصادر النفطية بالإقليم، ولاسيما مدينة كركوك.