القاهرة – عمر رأفت
أجبرت الضغوط الدولية الصارمة المفروضة على أردوغان، تركيا على الانسحاب من شرق المتوسط، بعد عناد الرئيس التركي في وقت سابق، مع تصريحات مستفزة تجاه الدول الأوروبية، التي لوحت بإمكانية فرض عقوبات على أنقرة جراء أعمالها التنقيبية شرق البحر المتوسط.
واعتبرت الحكومة اليونانية، أن سحب تركيا لسفينة الأبحاث “أوروك ريس” من مياه البحر الأبيض المتوسط “إشارة إيجابية”، وانسحابا واضحا لأنقرة من شرق المتوسط، مرحبة بالخطوة، وفقاً للمتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس الذي قال: “هذه إشارة إيجابية. سنرى كيف تتطور الأمور لإجراء تقييم مناسب”، حسبما نقلت “الأسوشيتد برس”، بينما أكد رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، في رده على سؤال ذي صلة، أنه “إذا رأينا عينات من هذا الاتجاه، فإن اليونان مستعدة لبدء مرحلة جديدة من الحوار مع تركيا. الحوار بحسن نية هو السبيل الرئيس للتعامل مع المشكلة الوحيدة التي لدينا وهي ترسيم حدود المناطق البحرية”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أعرب عن قلقه إزاء أنشطة التنقيب التركية في شرق البحر المتوسط، مشدداً على أن التوترات في المنطقة لن تجلب حلولا لمشاكل شرق البحر المتوسط. وقال بعد لقائه الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في نيقوسيا: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحدث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء اليونان بشأن التوترات المتزايدة في المنطقة. وشدد بومبيو على ضرورة وجود اتفاق بشأن القضايا البحرية، معلنا تأييد الحل الدبلوماسي.
وأكدت الدول الأوروبية السبع المطلة على المتوسط في ختام قمتها حول الأوضاع شرق المتوسط، استعدادها لفرض عقوبات على تركيا ما لم تتراجع عن “تحركاتها الأحادية” في المنطقة، مؤكدة دعمها الكامل وتضامنها مع قبرص واليونان في وجه التعديات المتكررة على سيادتهما وحقوقهما السيادية والأعمال التصعيدية من جانب تركيا، داعية دول المتوسط إلى احترام القانون الدولي، خاصة القانون البحري الدولي، وحثتها على حل النزاعات عن طريق الحوار والتفاوض.
