جدة ـ ياسر بن يوسف ، المدينة المنورة- محمد قاسم
من المعروف أن هناك ميلا فطريا لدى السعوديين للعمل التطوعي وخدمة المجتمع، لذلك يحسب لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إطلاق منصة العمل التطوعي لتنظيم التطوع في المملكة وتسجيل المتطوعين لتمكين الأفراد من الإسهام في خدمة المجتمع في بيئة آمنة ومعايير مقننة، ومسارات تحقق الأهداف والرغبات وفق المهارات والخبرات والقدرات، وقد ساهمت المنصة بتنظيم العلاقة وحفظ الحقوق بين المتطوعين والجهات الموفرة لفرص التطوع، والحد من العشوائية والفوضوية التي طبعت بعض الأنشطة التطوعية في السابق، فأصبحت هناك قاعدة بيانات للتحقق الآمن من معلومات المتطوعين مرتبطة بمركز المعلومات الوطني،
وتم تمكين المتطوع من التعرف إلى فرص التطوع في المجال والمكان والزمان الذي يناسبه، مع حفظ حقوقه في الحصول على الشهادات التي توثق عدد مرات وساعات تطوعه، والجهات التي تطوع لديها، بالإضافة لتوفير دورات تدريبية عن بعد للمتطوعين وجهات التطوع تعزز فاعلية وكفاءة الأداء، خصوصا وأن العمل التطوعي يعتبر بصفة عامة قطاعًا ثالثًا مكمِّلًا للقطاع الحكومي والقطاع الخاص. وقد يكون من النوع (المنظَّم) والذي تحكمه لوائح وقوانين أو (غير المنظَّم) والذي ينخرط فيه الفرد تبعًا لاجتهاداته الشخصية. والواقع أن رؤية المملكة الطموحة 2030 لم تغفل أهميةَ الجانب التطوعي لمجتمعنا، فكان الوصول إلى عدد مليون متطوع منطلقًا من أنه لا تُبنَى البلدان إلا بسواعد أبنائها وبناتها. وفي المملكة العربية السعودية، تتواجد الأعمال التطوعية في مختلف الساحات التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، وغيرها من خلال الجمعيات الخيرية، ومساهمة أفراد المجتمع في أعمال البر والإغاثة في الداخل والخارج.
وفي هذا السياق اوضح الدكتور محمد النادي المشرف على المركز العربي للقانون الدولي في المنظمة العربية للهلال الأحمر أن التطوع يعدُّ قضية إستراتيجية وطنية حثَّت عليها رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة 2030، وذلك من خلال مؤشرات أداء واضحة وجلية في البرامج المختلفة، مثل: برنامج التحول الوطني، وبرنامج جودة الحياة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن. ويدل ذلك على مدى عناية المملكة التي تنشدها في زيادة عدد المتطوعين وتأهيلهم، وتجويد خدماتهم بما يسهم في تحقيق المجتمع المزهر والمواطن المسؤول.
رافد مهم
من جانبه أوضح مساعد مدير إدارة الإعلام الإنساني والتوعية في المنظمة العربية للهلال الأحمر ومسؤول الإعلام التقني في المنظمة بشير بوزيان أن التطوع استراتيجية دولة وليس مجرد هواية شخصية العمل التطوعي رغم أن مسماه تطوعي لكنه رافد مهم لاي بلد، لأنه يساهم في تخفيف أعباء اقتصادية ومالية لخزينة البلد كما يساهم في تنمية شخصية الفرد ويساعد في الاندماج الاجتماعي ويقي من الانحراف.
مدير إدارة الإعلام الإنساني والتوعية في المنظمة العربية للهلال الأحمر مختار العوض موسى أوضح أنه لا يختلف اثنان على أن العمل التطوعي هو من أهم الأعمال التي تسمو بالنفس نحو الرقي، ويعني مساعدة الآخرين في التغلب على أية مشكلات تواجههم؛ والتخفيف من أي تداعيات إنسانية تقع عليهم من جراء الكوارث والصراعات المسلحة والأوبئة، دون انتظار أجر أو مقابل، وهو من أنبل الصفات التي لا يتحلّى بها إلا إنسان قوي وشجاع يمتلك العقل الحكيم والقلب الرحيم؛ وهو من أهم الركائز الأساسية التي تقوم عليها هيئات وجمعيات الهلال الأحمر في العالم .
نشر الوعي
ويتفق المستشار وقائد العمل التطوعي احمد العمري مع الآراء السابقة لافتا إلى أنه لا بد من العمل على نشر الوعي والتثقيف بأهمية العمل التطوعي، وتوقيع شراكات بين مختلف الجهات لخدمته والارتقاء به، وإبراز الجهود ذات العلاقة به ولتطوير أداء العمل التطوعي نحتاج لإتاحة الفرصة لمنظمات العمل التطوعي للعمل مع الوكالات الحكومية والمنظمات غير الهادفة للربح، والجماعات المحلية والقطاع الخاص من أجل تبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال.
وفي اطار المساعي لمنع تعرض المتطوعين لما يسمى بالاحتراق النفسي ، كما أنه لا بد من الحرص على رفع مهاراتهم باستمرار من خلال الحاقهم في دورات تدريبية لتمكينهم من المضي قُدما في خدمة العمل الإنساني دون أن يجد اليأس طريقاً إلى أنفسهم ويتسبب في اصابتهم بالملل من العمل التطوعي؛ وفي ذات الوقت تذكيرهم باستمرار بأهمية ما يبذلونه من جهود في خدمة العمل الإنساني.
نقلة نوعية
من جهتها أوضحت قائدة فريق “شخصيات ” رشا فلاته أن آليات العمل التطوعي في المملكة شهدت نقلة نوعية من المبادرات الفردية إلى العمل المؤسسي المنظم، وأن هناك إضاءات متميزة لهذا النوع من العمل .
حامد الظاهري أحد الكوادر العاملة في مجال العمل التطوعي أوضح أن هناك العديد من العقبات والتحديات كانت تواجه المتطوع سواء من احتساب ساعات التطوع أو تحديد قيمتها أو جهات الاعتماد إضافة لغياب القوانين المنظمة للعمل التطوعي وحقوق وواجبات المتطوع والجهة التطوعية ولكن في الراهن فإن العمل التطوعي أصبح منظما وله ركائز ومنصات تنظم آلياته .
ضوابط العمل
عايشه دارس الحربي قائدة فريق بداية الخير التطوعي أوضحت ان العمل في الفريق انطلق في العام 1426 وكان الفريق مكونا من 16 عضوة ومنهن ربات بيوت من اللاتي يتطلعن لإثبات أنفسهن في العمل الطوعي، وكنا نزور دار المسنين ودار التربية الاجتماعية والتاهيل الطبي حتى عام ١٤٣٠، وبعدها التحقنا رسميا بلجنة التنمية الاجتماعية الاهلية بالمدينة المنورة وتم تسجيل الفريق رسميا وكذلك تم تسجيله في اللجنة المجتمعية التابعة للشؤون الصحية لاحقا بعد وصول عدد اعضاء الفريق إلى 65 كادرا ، حيث اصبحت زياراتنا منسقة وفق ضوابط العمل التطوعي ويحقق الفريق إنجازات مضيئة في مجالات العمل الإنساني في المطلق.
