جدة – خالد بن مرضاح
أثبتت المرأة السعودية قدرتها على التغيير، وإعلان وجودها في مجالات كانت بعيدةً عنها، وهو ما فعلته شيخة البازي، التي تعشق مهنتها “الإسكافي”، وتجد نفسها فيها، كاسرة ثقافة العيب، ومتقنة الأعمال التي تقوم بها على أكمل وجه، ضاربة المثل في العصامية والاعتماد على النفس.
“البلاد” التقت البازي في محلها الصغير بمركز تجاري في جدة؛ حيث تحدثت عن بدايتها مع هذه المهنة، لافتة إلى أن حبها لمهنة “الإسكافي” جعلها تنخرط فيها، لافتة إلى أنها أثناء دراستها بالخارج، انكسر كعب حذائها المفضل، وذهبت به إلى مكان مخصص للإصلاح، وعندما استلمته، فوجئت بأنه عاد كما كان دون أي علامات به. وتابعت “في تلك اللحظة فكرت في إطلاق مشروع لصناعة الجلود والأحذية وحينما عدت من رحلتي الدراسية فكرت ملياً في المشروع، خصوصاً وأنني سوف أستخدم خامات من البيئة المحلية، وقد وجدت الدعم والاهتمام من قبل أسرتي، ولكن بعضا من صديقاتي أطلقن صيحة التحذير، وخفن أن أفشل، ولكن نجحت، بحمد الله، نجحت بمساعدة زوجي أحمد السليماني”.
ولفتت البازي إلى أنها حينما عادت إلى جدة بحثت على مستوى المملكة عن محلات لإصلاح الأحذية والشنط “الماركة” ولم تجد، فسافرت إلى دبي والبحرين والكويت، ووجدت بها محلات متخصصة خصوصاً في دبي، فزارت تلك المحلات واكتسبت خبرة في هذا المجال. وأضافت: “عدت إلى جدة وتواصلت مع الكثيرين عن طريق النت في نفس مجالي، فاكتسبت منهم الخبرة مع الوقت، وسافرت إلى لندن وباريس لأتعرف على المواد والخامات المستخدمة وأحضرتها معي وبعضها من الصين، وفتحت مشروعي الذي يحقق طموحاتي”.
وقالت: إنه يوجد بثقافتنا أنه إذا فسد الشيء نتخلص منه ولكني أردت أن أعيد المفاهيم بإصلاح ما فسد من أحذية وحقائب، موضحةً أنها أحبَّت الفكرة، وعندما تخرَّجت في الجامعة وعادت من الولايات المتحدة، نفذت مشروعها الخاص في المصنوعات والأحذية والحقائب الجلدية.
وأشارت البازي إلى أن الاستخدام المتكرر وأشعة الشمس، تؤثران على لون الجلود الفاخرة، وأنها تبدأ أولاً في التحقق من درجة اللون قبل العمل على التجديد والترميم، موضحةً أن القطع الجلدية الفاخرة يزداد سعرها كلما كانت قديمةً. وعبَّرت عن رغبتها في أن يعود كل المبتعثين والمبتعثات بأفكار جديدة، وأن يطبِّقوها في الوطن ليفيدوا المجتمع.