المتغيرات العولمية المتسارعة أفرزت تحديات هائلة متشابكة على قيم المواطنة في مختلف دول العالم، والحاجة الضرورية إلى وجوب مواجهتها والتعامل معها لتطويعها إلى مسار نسق تلك القيم من التعاون والحوار ليس فقط داخل المجتمع الواسع ، إنما أيضا بين الشعوب بما يحفظ لها والأجيال مناخا أفضل للتواصل الحضاري. وفي هذا السياق تأتي مشاركة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والأمم المتحدة في الحوار العالمي الذي انعقد تحت عنوان طموح “لنشكل مستقبلا معا”.
هذا الحوار العالمي في منطلقاته وأهدافه يجسد اهتمام المملكة على مبادئ الحوار وقيم المواطنة والعمل على إعلائها باعتبارها صمام الأمان لاستقرار الدول ونماء الشعوب ومن ثم استقرار العالم المعاصر لمواجهة ما يشهده من تغيّرات هائلة وتحديات وأزمات معقدة ذات تأثيرات سلبية في حاضره وعلى مستقبله، بدءاً من أزمة المناخ التي تنذر بمخاطر عديدة على حياة سكان كوكب الأرض، وكذلك ما استجد من أشكال العنف في الكثير من دول العالم، مروراً بتأثيرات التطور التقني، وصولا إلى أزمة جائحة كورونا. وهذه الملفات والقضايا تشغل حيزا مميزا في اهتمامات المملكة وسياستها ودعوتها المتجددة إلى المجتمع الدولي بوضع تلك القضايا في بؤرة اولوياته، وكذلك دورها المتميز عالميا وعبر جدول أعمال رئاستها لمجموعة العشرين من أجل مستقبل أفضل وأكثر استقرارا.