بريدة ـ البلاد
يتصاعد الهتاف يوميا في مزادات تمور منطقة القصيم والتي تعد إحدى مناطق الجذب السياحي وتشهد الفترة الحالية في موسم تمور بريدة التي تمتد إلى ما بعد منتصف أغسطس الجاري إنتاج 15% من تمور القصيم للصناعات التحويلية ، حيث تمتاز بقدرتها على توليد الصناعات التحويلية، التي تدخل في كثير من أصناف وأطباق المائدة، وبعض الحرف والمشغولات اليدوية، على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وتعدّ ” التمرة ” واحدة من الثمار الغنية بالمعادن والعناصر الغذائية، من الحديد والزنك والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، وفيتامينات B و A و C وغيرها، إلا أنها تتجاوز في منفعتها وكيفية استثمارها تلك القيم الغذائية، إلى المزاحمة في المجال اليدوي والتشغيلي، والقدرة على الاستفادة منها في الصناعات التحويلية والتكريرية، الغذائية والحرفية، المعتمدة على مكونات وأجزاء التمرة لوحدها، ما يفتح في كثير من الأحايين آفاقًا أرحب وأوسع في مجال سوق العمل.
وتتصدر صناعة تحويل ثمار النخيل واستثمارها، اهتمام القائمين على مهرجان بريدة للتمور، من خلال تخصيصهم للأجنحة والمقار الخاصة بالأسر المنتجة، والشباب المتطلع للعمل الحر، بالإضافة إلى الندوات والورش التدريبية، التي تُعنى بالتمور، وطرق تسويقها، ومدى الاستفادة منها، وكيفية الدخول في مجالات التسويق والتجارة.
ويجد المستثمر في التمور، نفسه أمام عدة خيارات في طرق الاستفادة منها لتعدد وتنوع مكوناتها من ” الدبس ” و “معجون التمر” ودخول أجزائها كالنوى (الفصم)، في عدد من المجالات التصنيعية والغذائية، التي تزخر بها المأكولات والموائد المحلية، مثل الكليجا والحنيني والمعمول وأصناف الحلوى الشعبية ، وإنتاج السكر كبديل في التحلية عن السكر السائل والدبس والخل وبعض المنتجات التحويلية والتي تقوم بها عدة مصانع.
وتعتبر “التمرة” من أهم مصادر التصنيع للأكلات الشعبية، الخاصة بالأسر المنتجة، باعتبارها خامًا متيسرًا ومعروفًا لجميع تلك الأسر، التي تعتمد عليها في تجهيز وتحضير منتجاتها وأطباقها، فلا تكاد تخلو تلك الأطباق من قيمة غذائية تخص التمر لدخول (النوى) كعنصر أساس عند أصحاب الفن والإبداع في مجال الزخرفة وصناعة المجسمات الفنية، ممن يعتمدون في تجسيد أفكارهم وتمثيلها على استثمار معطيات البيئة المحلية.
الجدير بالذكر أن أكثر من 31 مليون نخلة تعزز مكانة المملكة اقتصادياً بإجمالي إنتاج 1،539،755 طناً من التمور، مما يعادل 17%من إنتاج التمور، لتحل في المركز الثاني في إنتاج التمور عالمياً، 8 ملايين نخلة منها لأكثر من 45 صنفاً بمزارع منطقة القصيم تنتج أكثر من 350 ألف طن من التمور ، فيما تحتل القصيم المرتبة الثالثة بعدد مصانع التمور ومشتقاتها بـ23 مصنعاً إجمالي تمويلها يقدر بنحو 313 مليون ريال.