الدولية

“القمة الثلاثية” تقلق إيران

البلاد – رضا سلامة

تثير القمة الثلاثية بين العراق والأردن ومصر قلق النظام الإيراني، الذي يرى في تحجيم علاقات بغداد مع محيطها العربي ضمانة لاستمرار هيمنته على مفاصل الدولة العراقية، التي يتخوف نشطاؤها من موجة اغتيالات جديدة تطال المنددين بنفوذ وإجرام إيران وميليشياتها، في حين جددت واشنطن عزمها على محاسبة طهران منتقدة تجاهل الاتفاق النووي لأنشطتها التخريبية في المنطقة.
وسعى رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي خلال قمته مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في عمان أمس (الثلاثاء)، إلى الخروج من حالة الاستقطاب الثنائي بين واشنطن وطهران وانقسام المحاور الحاد، لمحاولة إيجاد طريق بديل يعتمد على تعزيز التعاون مع المحيط العربي.

وركزت القمة على تفعيل الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى بحث القضايا الإقليمية للوصول لتفاهمات وتنسيق لمواجهة التحديات الراهنة في المنطقة، وتناولت مشروعات مشتركة كمشروع “المشرق الجديد” أو بلاد الشام الجديدة وفق النسق الأوروبي، الذي سبق وأعلن عنه الكاظمي بهدف تسريع تدفقات رأس المال والتكنولوجيا بحرية بين الدول الثلاث، لسحب العراق من إيران التي حاولت إدخاله في تحالف يضمها إلى جانب روسيا والصين، وربط أنبوب النفط العراقي المُصدر إلى الأردن ومده إلى مصر، وإنشاء مناطق صناعية كبيرة أبرزها في منطقة “طريبيل”.

وفي مؤشر على قلق إيران من تقارب العراق مع حضنه العربي، الذي يحرره من سطوة طهران وميليشياتها، أعلنت إيران عزمها على إجراء مباحثات مع العراق بهدف التوصل إلى اتفاق استراتيجي بين البلدين، وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعد خطيب زادة، عن الأمل في عقد المحادثات الاستراتيجية بين طهران وبغداد في أقرب فرصة.
وخلال الساعات الأخيرة، تخوف ناشطين عراقيين من موجة اغتيالات جديدة واستهدافات تطال مشاركين في الحراك الشعبي ضد إيران وميليشياتها، موجهين أصابع الاتهام نحو الأحزاب الموالية لإيران، مشيرين إلى أن إيران لن تسلم بسهولة بخسارة هيمنتها على العراق، وستستخدم كل وسائل العنف والإرهاب للإبقاء على نفوذها في الساحة العراقية.

وفي سياق ذي صلة، عاد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ليؤكد مرة جديدة عزم بلاده محاسبة إيران ووقف أنشطتها التخريبية في المنطقة. وقال على “تويتر”، أمس: “عقوبات الأمم المتحدة التي تعيدها الولايات المتحدة ضد إيران، بالإضافة إلى إبقاء حظر الأسلحة على طهران، ستحاسب النظام الإيراني على سائر أنشطته التخريبية؛ الأنشطة التي تجاهلها مؤلفو الاتفاق النووي بحماقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *