يفقد الأطفال رعاية احد الوالدين غالباً بسبب الطلاق، والطلاق تجربة قاسية ومريرة للوالدين ايضاً، لأنه يعني إنهاء العلاقة الزوجية. ومما يؤسف له ان آثار الطلاق على الاطفال عادة لا تؤخذ في الحسبان، وكثيرا ما نعتقد ان الاطفال سيقبلون بالأمر الواقع من دون التفكير في مشاعرهم او ما يترتب على نفسياتهم. في الواقع ان اثر انفصال والديهم صعب وقاس جدا عليهم مهما بلغ عمر الطفل، خصوصا اذا كان هنالك كثير من الشد والجذب خلال الفترة التي تسبق الطلاق في العلاقة بين الوالدين.
وخلافا للبالغين، فالطلاق يؤثر في الاطفال بكل مرحلة من مراحل حياتهم بدءا من فترة الرضاعة وعندما يتخذ الآباء قرار الطلاق، فهنالك حتما سبب قوي جدا من وجهة نظرهم، فالطلاق ابغض الحلال. ولكن الطلاق له تبعات ضخمة على الاسرة سواء من الناحية الأسرية أو الاقتصادية، وكثيرا ما يكون الاطفال أكثر المتضررين. فالطلاق سيؤدي الى تغيير حياتهم، مع تغيير في الروتين والعادات التي اعتادوا عليها كما يتنقل الاطفال بين منزلين فلا يشعرون بالاستقرار. كل هذه التغييرات تجعل من الصعب على الاطفال التكيف وقبول الوضع الجديد.
ان انفصال الأطفال عن الوالدين لا يعني فقدان المنزل بل فقدان الحياة بأكملها، ويترتب على ذلك شعور بالغربة، وعدم الانسجام مع الأسرة الجديدة اذا تزوج احد الوالدين ويتزايد عند الطفل الشعور بالخوف من ان يترك وحيدا، اذا ذهب احد الوالدين فربما يذهب الآخر أيضا، كذلك الشعور بالغضب من احد الابوين او كليهما بسبب الانفصال والاحساس بالذنب والمسؤولية في انفصال والديه كما ان الطفل يطيل الشعور بعدم الامان والغضب والرفض لا ارادياً واكثر ما يجعل الطفل بنفسية متدهورة هو الشعور بالتشتت بين الاب والام وحتما سيتأثر الطفل بالطلاق ولكن رد فعله وقوته، تعتمدان على عمره ومدى استيعابه والظروف التي صاحبت الانفصال، وفي عمر 2-5 سنوات: عادة ما يظهر الطفل علامات سلوك تراجعية، او العودة الى مرحلة نمو سابقة،
مثل تبليل الفراش اثناء الليل، أو المعاناة من الكوابيس وقلق النوم. فقد يشعر الطفل بالتشتت، او يكون سريع الانفعال وفي عمر 6-9 سنوات: يكون الطفل اكثر عرضة، لانه لا يزال غير ناضج لفهم ما يجري، ولكنه في الوقت نفسه قادر على أن يدرك أن شيئا سيئا يحدث. انه ما زال يعتمد على والديه وقد لا يجد من السهل التعبير عن مشاعره. لذلك من المحتمل أن يعبر الطفل عن احاسيسه بالغضب، أو بالتأثير في أداء دروسه المدرسية أو عدم التركيز وفي عمر 9-13 سنة: قد يكون للطفل أصدقاؤه او قد يكون اكثر استقلالا عن والديه. الا انه ما زال بحاجة الى التعبير عن مشاعره، والا فانه قد يعاني من الاكتئاب وضعف الاداء في دراسته. كما انها فترة حرجة بالنسبة له لأنه مقبل على فترة المراهقة مما تجعله اكثر عرضة للأذى. أما رد فعل المراهقين فيكون قويا عادة من خلال السعي الى التصرف بطريقة خاطئة لجذب الاهتمام أو الإعراب عن غضبهم عن طريق تصرفات وسلوكيات غير مرغوب فيها.
رسالة
الاطفال اشبه بعجينة الصلصال نشكلهم وفق ما نشاء اختر انت وانا والجميع كيف تشكل طفلك قبل وبعد وقوع الازمة وماهي القيم التي نريد ان يتحلوا بها وكيفية وضع حجر الثقة الاساسي في داخلهم.