متابعات

هندسة الأحذية

جدة – خالد بن مرضاح

قصة عشق من نوع مغاير تربط فهمي محفوظ العاشق بمهنة صناعة الحذاء ” الشرقي ” فمنذ 80 عاما بدأت أسرته تخطو في طريق هذه المهنة بسوق شعبي بمدينة جدة، ورغم أن صناعة الأحذية اتخذت أنماطا مختلفة على مر السنين ولكن ما زال العاشق الذي تعلم الصنعة من والده يجلس يوميا في محله الصغير ويعمل بشغف في صناعة الحذاء الشرقي والذي ما يزال له محبوه من الرجال والنساء.

يقول العاشق وهو يستعيد تفاصيل الماضي من مخزن ذاكرته إن أسرته تعد من أشهر العائلات التي امتهنت صناعة الحذاء الشرقي حيث أن الدكان الصغير الذي يجلس فيه تم افتتاحه في العام 1363 ه حينما كانت أحذية أبو أنتن وأبو صباع شائعة بين أفراد المجتمع ولافتا إلى أن هناك نعال فاخرة مقصبة كانت ترد من المدينة المنورة. ويتسطرد العاشق بقوله بدأت أعمل مع والدي رحمه الله في صناعة الحذاء الشرقي منذ ان كنت في المرحلة المتوسطة واستطعت ” تشرب ” الصنعة موضحا أن الحذاء الشرقي له أسماء مختلفة فهناك النمط المكاوي والقصيمي وكذلك الزبيري حيث يسمى كل حذاء بالمنطقة التي يصنع فيها موضحا أن من أسماء الأحذية القديمة في جدة حذاء ” الكفر ” الذي كان يصنع من إطارات السيارات وكان يناسب الذين يرتادون البراري نظرا لمتانته، ومثل هذا النوع من الأحذية لم يعد موجودا في الوقت الراهن.


وعن أغلى أنواع الحذاء الشرقي قال: أغلى أنواع النعال هو حذاء “الأنتن” وهو حذاء قديم جدا ويصنع في الوقت الحاضر خصيصا لمن يرغب في الحصول عليه ويصل سعر هذا النوع من الأحذية إلى 1000 ريال ويصنع كذلك في باكستان ولكن تكلفته عالية جدا ، لافتا إلى أن الخامة التي تستخدم في صناعة الحذاء الشرقي تعتمد على ثلاثة أنواع من الجلود تتمثل في جلد البقر ، والإبل ،والغنم ، وغالبا ما تكون الجلود الثلاثة مع بعضها البعض لصناعة حذاء فاخر.

ويضيف رغم أن صناعة الأحذية تطورت بصورة كبيرة غير أن الكثيرين ما زالوا يطلبون الحذاء الشرقي الذي يصنع باليد وليس بالماكينه لأنهم يعتبرونه مثل التراث لافتا إلى أن الحذاء الشرقي لا يستخدم فيه الغراء ولا المشمع .


وفيما إذا كانت هناك أنماط من الحذاء الشرقي تناسب النساء قال: تأتينا الكثير من الأفكار لعمل أحذية نسائية على غرار الحذاء الشرقي للرجال وتتخذ هذه أسماء مختلفة مثل المبطن ، رسمة أبو قلب، رسمة الشجرة ، وبمرور الزمن تغيرت ألوان الحذاء الشرقي ففي الماضي كانت ألوان هذا النوع من الأحذية يتراوح بين الألوان الداكنة والبنية أما الآن فيوجد الأبيض والسكري وبالمناسبة ظهر الآن “مداس” شرقي نسائي بنفس مواصفات الحذاء الشرقي الرجالي ولكن على أشكال أحذية نسائية موضحا أنه ما زال يتذكر برك ديان وصالح باقطيان من أشهر صانعي الحذاء الشرقي في جدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *