سألني ابني إبراهيم ذو الاثني عشر عاما ماذا يجري بين الإمارات وإسرائيل وماذا عن فلسطين؟ ولعلي أكتب هذا المقال للجيل Z مواليد ما بعد الألفية وليس للمفكرين والمحللين من السياسيين والاعلاميين وغيرهم. ربما لن تستوعب الفئة المستهدفة المقال اليوم ولكن ربما تستوعبه في الغد القريب.
وبعد الحرب العالمية الأولى جاء وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، دخلت القوات البريطانية فلسطين واستولت على القدس في ديسمبر 1917 ودخل الانتداب حيز التنفيذ 1920 وحتى عام 1947م. وفي عام 1948 نشبت حرب تم على إثرها تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم. ثم نشبت حرب 1967 م وصدر قرار مجلس الأمن 242 المتضمن أنه لا يجوز اكتساب الأراضي بالحرب، والذي يؤكد على الحاجة للعمل من أجل سلام عادل ودائم يسمح لكل دولة في المنطقة بالعيش بأمن. وفي عام 1969 تمت حادثة حرق المسجد الأقصى وتم من تداعيات هذه الجريمة إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي والذي كان ومازال مقرها مدينة جدة. ثم نشبت حرب أخرى 1973 وجاء قرار مجلس الأمن 338 بوقف إطلاق النار على كافة جبهات حرب أكتوبر 1976 وتنفيذ قرار مجلس الأمن 242 والذي لم ينفذ حتى يومنا هذا.
هذه اللمحة التاريخية المبسطة يجب أن يعرفها الجيل ويعلم مواقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية بداية من المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه والذي أمر بتشكيل لجان شعبية في جميع مناطق المملكة لجمع التبرعات النقدية والعينية وإرسالها للشعب الفلسطيني. وفي نكسة 1967 أطلق الملك فيصل رحمه الله نداءه بتشكيل لجنة شعبية برئاسة الملك سلمان حفظه الله بمسمي «اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن» لإغاثة النازحين الفلسطينيين.
وفي عهد الملك خالد رحمه الله، و بالتحديد عام 1981 طرح ولي العهد آنذاك الملك فهد مبادرة سلام محاولة لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي و يشهد التاريخ للملك فهد مشروعه لترميم الحرم القدسي الشريف وملحقاته مثل بيوت المؤذنين وكان أول من تبرع الى اليونسكو في مشروع المسح العلمي حول الأقصى وقبة الصخرة بعد أن تلقى رسالة من مدير عام اليونسكو «فيدير كومايز « لإنقاذ بعض المساجد في القدس من التصدع والتلف.
واستمر الملك عبد الله طيب الله ثراه على نهج ملوك المملكة فاقترح مبادرة السلام العربية عام 2002والتي تنص على الانسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية من عام 1967م تنفيذا لقرارات مجلس الأمن.
وفي عهد الملك سلمان حفظه الله دعمت المملكة القضية الفلسطينية ماليا بأكثر من 200 مليون دولار وأطلقت مسمى قمة القدس على قمة الظهران العام الماضي. ووجه الملك حفظه الله في خطابه السنوي من مجلس الشورى تأكيدا على محورية القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد أكدت المملكة العربية السعودية شامخة متمثلة في وزير الخارجية البارح أنها ملتزمة بالسلام على أساس خطة السلام العربية.
وعودا الى سؤالك يا ابني عن الاتفاق الذي تم إعلانه بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، فمن حق أية دولة سيادية أن تتخذ قراراتها بناء على مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية كما انها ليست أول دولة عربية لها علاقات مع إسرائيل فقد سبقتها مصر والاردن والمغرب وقطر وسلطنة عمان وغيرهم. وبالتأكيد من حق الفلسطينيين أيضا أن يدافعوا عن أراضيهم ويصمدوا في وجه العدوان و يطالبوا بحقهم المشروع ويتخذوا أيضا قراراتهم بناء على ذلك.
فلا ينكر أحد الاعتداءات الاسرائيلية الممنهجة وبناء المستوطنات على الاراضي الفلسطينية ووصلت الاعتداءات الى التعدي على المصلين في ساحات الأماكن المقدسة والتي أدانتها منظمة التعاون الإسلامي في 12-8-2019 و تكررت هذه التعديات حتى في الأعياد وتحديدا بعد صلاة عيد الفطر من هذا العام 2020 .ولكن أختم بقصة أبرهة الذي جاء ليهدم الكعبة ، فقال له أبو طالب أنا رب الإبل، و للبيت رب يحميه، و كذلك أقول : للقدس رب يحميه.