متابعات

قيال ملاذ عشاق السباحة ومحطة الهدوء

 جدة ـ خالد بن مرضاح

وأنت تمتطي سيارتك نحو شواطئ منطقة تبوك، ترتسم في ذاكرتك مشاهد البحر في بلدة قيال الساحلية والتي تعد واجهة للسياحة والغوص والصيد الرياضي، حيث ان هواة صيد الأسماك للرياضة يقصدون ” بحر ” قيال من اجل هذه الرياضة، وقبل أن تصل إلى الشاطئ الحالم تتذكر، سيناريوهات الزوارق وهي تبحر في الشاطئ الفيروزي ، ومشاهد المخيمات البيضاء على طول الساحل ، وأكشاك السمك الطازج والمشاهد العفوية التي تتدرج من الصحراء وصولا إلى البحر المفتوح ،ولا شك أن شواطئ منطقة تبوك من أجمل المناطق التي يمكن لمحبي السباحة والغوص التوجه لها خلال العطلة الصيفية لقضاء أجمل الأوقات ولرؤية أجمل المخلوقات والمشاهد الطبيعية، فقد صنفت أعماق سواحل منطقة تبوك، ضمن أجمل الأعماق للغواصين في العالم؛ نظراً لما تتمتع به من أسماك جميلة وكائنات غريبة.

وتقع قيال قبل خليج العقبة إلى الجنوب من رأس الشيخ حميد وهي مكان يقصده أهل الصيد وقت هجرة الطيور لصيد طيور القمري حيث تنزل هناك بكثرة في قرية على خليج العقبة شرق جزيرة تيران والشيخ حميد فيها مزارع ونخيل شاطئ من أجمل شواطئ في المملكة عامةً وهي تمتاز بأنها ذات رملا أبيض ناعما جداً وبحرا على شكل قوس بتدرجات الأزرق والسماوي قليل العمق يرتمي هنا وهناك بعض أشجار الدوم ويميزه جوه المعتدل فهو بالقرب من بداية خليج العقبة مما أعطاه جواً متميزاً.


وتقع قيال على مسافة 192 كلم من تبوك وهي تسترخي على لسان البحر، وحينما تصل إلى الموقع تلمح ثمة شاليهات متناثرة على الشاطيء الأزرق، وعلى مدخل قيال تتناثر محال لبيع السمك الذي يتم صيده يوميا ليتم بيعه على الزوار بعد تجهيزه. في رمال الشاطئ بينما تجد مجموعة من الغواصين في أكبر محل موجود على مدخل شاطئ قيال. وهم يستعدون للغوص وسط الكائنات البحرية ، المتمثلة في الدلافين والسلاحف العملاقة والأسماك الملونة ما يجعل من قيال وجهة متميزة للغوص والصيد البحري.

وفي الساحل الذي ترنو فيه التضاريس على البحر تشعر بالهدوء يكتنف المكان في الهدوء الذي توفره تلك الشواطئ وهي في أوج انشغالها في فترات الإجازات القصيرة وكذلك أثناء فترات العمل الرسمية.
ويشير متخصصون في السياحة إلى أن شواطئ تبوك ومنها قيال ستدر دخلا إضافيا يصل إلى 100 مليون ريال وتوفير ما لا يقل عن عشرة آلاف فرصة عمل حقيقية حينما يتم استثمار قطاع الإيواء بشكل كبير إضافة إلى وجود المنطقة كممر لكثير من العابرين لمصر والأردن وتعد الممر الوحيد لدول الخليج العربي، وتجتمع في منطقة تبوك فرص سياحية متكاملة نظرا لوجود آثار تاريخية ومواقع سياحية مهمة إضافة إلى شواطئ بحرية ذات مواصفات خاصة إضافة إلى امتلاكها مناطق طبيعية تنبع منها المياه كما في وادي الديسة.

وحينما تصل إلى شاطئ قيال تجد أن الطبيعة البحرية تتحدث عن نفسها ولا يجد السائح سوى أن يعزم نفسه في مشاهد البهاء والجمال ، وزرقة البحر اللامتناهية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *