اجتماعية مقالات الكتاب

دموع السلاحف

شاهدت في وسائل التواصل مقطعًا حزينًا ومؤثرًا لسلحفاة وهي تبكي بدموع فياضة وبنظرة حزينة وذلك من الألم الذي ألم بها نتيجة التفاف رأسها بحبل مطاطي لخيمة بلاستيكية تركها احد المتنزهين على الشاطئ وكانت لا تستطيع التنفس إلا بصعوبة وكأنها تستنجد وتطلب الإنقاذ. والحمد الله وجدت أحد المهتمين بالبيئة وقام بإزالة الحبل الذي علق حول رأسها ثم قامت السلحفاة ووضعت البيض وعادت للبحر بسلام ،

حدث ذلك على شاطئ الشبعان بمحافظة أملج حيث تتكاثر السلاحف في هذه المنطقة وتخرج هذه الأيام من البحر لتضع بيضها في الشاطئ الرملي ثم تعود مرة أخرى الي البحر، وفي مقطع آخر وفي نفس الشاطئ تقريبا قام عدد من الاشخاص بإيذاء السلاحف أثناء خروجها من البحر لوضع بيضها على الشاطئ ولكن ولله الحمد أعلن متحدث القوات الخاصة للأمن البيئي بأنه تم تحديد هوية الأشخاص الذين قاموا بإيذاء سلاحف على أحد شواطئ محافظة أملج بتبوك والبدء باتخاذ الاجراءات النظامية بحقهم.

ومابين المقطعين المتضرر واحد وهي السلحفاة أثناء خروجها لوضع بيضها على شواطئ أملج حيث تتكاثر في تلك المنطقة والجاني هو الإنسان الذي أضر بشركائنا في الأرض بدون وعي وإدراك بأهمية ألأمن البيئي للمحافظة على التوازن البيئي على الأرض وذلك من أجلنا جميعا ، هذه المقاطع التي صورت والإجراءات التي اتخذت وجهت الهدف المباشر والرسالة التوعوية الى المتنزهين والسواح. المتواجدين في أماكن تواجد السلاحف للمحافظة عليها وعدم الإضرار بالبئية وترك المكان نظيفًا بلا أثر غير نظيف وذلك حتى لايتأذى شركاؤنا في الأرض الذين لايعلم عددهم إلا خالقهم سبحانه وحتى لانضر بهم ولا نبكيهم كما بكت السلحفاة، فتثقيف المتنزهين والسواح بوضع لوحات أرشادية على الشواطئ والجزر البحرية للمحافظة عليها من أي أثار بلاستيكية أو نفايات ضارة تضر بالسلاحف والطيور البحرية واجب وطني.

وكذلك تكريم الأشخاص الذين يحافظون على الأمن البيئي فالثواب والعقاب منهج يحقق الالتزام بالنظام ويرفع الوعي لدى المتنزهين وغيرهم للمحافظة على الأمن البيئي، فالايجابيات في التعامل مع البئية أمرنا بها ووجهنا إليها ديننا الاسلامي فلقد حذرنا من الاساءة للحيوان وغيره فقد دخلت أمرأة الجنة بسبب كلب ودخلت امرأة النار بسبب قطة ، وحذرنا كذلك بعدم قطع الاشجار بل امرنا بزرعها والحفاظ عليها وبعدم الإسراف كذلك حتى في الماء الجاري ، لذلك هذه رسالة للحفاظ على البيئة من كل مايضر بها.

وأخيرًا أختم بهذه المقولة الشعبية التي تعد لغزا له علاقة وثيقة بالمقال ( حجر حجنجر حجارة لا تبيض تفقس دجاجة لا ).
lewefe@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *