من أكثر التساؤلات التي شغلت مجالس المجتمعات هذه الأيام ، متى تنتهي جائحة كورونا ؟
وإجابة هذا السؤال بالتأكيد ستظل معلقة لأنه لا يُعرف متى يتلاشى الفيروس ويصبح العالم في أمان وتعود الحياة أفضل مما كانت عليه قبل « كورونا» ، فكل ذلك بيد الله سبحانه وتعالى فهو علاّم الغيوب.
ومنذ شهور وأنا أتابع بحرص التصريحات التي يدلي بها كبار المسؤولين في منظمة الصحة العالمية بشأن موعد انتهاء كورونا إذ اختلفت إجاباتهم كلٍ حسب رأيه ومنصبه ومسؤولياته وتوقعاته وأفكاره، وهي بالطبع مجرد توقعات غير واقعية وغير قائمة أو مبنية على البراهين لأنه من الصعب تحديد أي تاريخ أو شهر أو موعد لانتهاء الجائحة وإعلان خلو العالم من أشرس فيروس يمر على كوكب الأرض.
ويتوقع المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور أحمد بن سالم المنظري ، إن المؤشرات تؤكد بأن فيروس كورونا سوف يستمر حتى العام 2021 وفق أغلب الترجيحات القائمة ، وإن العالم لا يزال أمامه 6 أشهر في صراعه مع فيروس كورونا ، والوضع لا يزال غير مستقر، ومن المحتمل أن يتغير بين عشية وضحاها ، فالهدف الأساسي الآن – حسب كلامه- هو الحيلولة دون تحول الوضع من مستوى سيء إلى مستوى كارثي.
أتفق تماماً أنه من المنظور الاجتماعي ومع دوامة جائحة كورونا وعدم معرفة موعد انتهاء الجائحة تزداد الضغوطات النفسية على البشر ، إذ يعاني الكثيرون من عدم القدرة على التكيُّف مع الظروف الراهنة فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي ، ولكننا بخلاف كل ذلك أمام واقع صعب لا يمكن تجاوزه أو الاستهتار به أو التقليل من شأنه ، فأرقام المصابين التي تجاوزت الملايين أصبحت فلكية وكارثية ، والمستشفيات شاهدة على الوفيات جراء الفيروس، فالأجدر والأولى أن نعّزز الطاقة الإيجابية في نفوسنا ودواخل كل فرد في أسرتنا لتخطي هذه المرحلة بأمان وسلام ، ومتابعة العيش والتكّيف مع مرحلة التحديات بطريقة صحية سليمة بعيداً عن المشاعر المحبطة والإحساس بفقدان الأمل والتفاؤل بكل خير ، فالسؤال عن موعد انتهاء الجائحة والتفكير به عامل سلبي وأساسي في ضعف المناعة عن الإنسان وتشتت عقله وضعف استقراره النفسي والعاطفي وهو ما يجعل الفرد أكثر عرضة للأمراض، على عكس الحالة النفسية الإيجابية والتأقلم مع الأوضاع الراهنة.
خير نصيحة هي التقليل من متابعة أخبار كورونا أو جعل ذلك محصورا على أوقات معينة في اليوم – كمتابعة عابرة – دون الحديث عنها أو الدخول في تفاصيلها ، وتفادي المواقع والقنوات التي لا تعتمد على مصادر موثوقة خاصة التي تركز على الأخبار المرعبة، وهو نفس ما تنصح به منظمة الصحة العالمية التي تشدد على تقليص متابعة الأخبار التي تسبب التوتر، والبحث عن المعلومة من مصادر موثوقة أو رسمية.
وأخيراً .. تفاءلوا خيراً ..وابتعدوا عن التشاؤم .. وتقاسموا الحديث مع الأصدقاء والأقرباء وان كان ذلك عن « بعد» ، أما ان كان عن قرب فاحرصوا على الاشتراطات الصحية والاحترازات وأهمها التباعد الجسدي وارتداء الكمامة وتوجيه أبنائكم بذلك.
وكل عام وأنتم بخير
وسلامة صحتكم.
shahm303@hotmail.com