متابعات

الديكور يختطف خريجة النحو

المدينة المنورة ــ محمد قاسم

حينما تخرجت وفاء عبد الله يماني في كلية الآداب قسم اللغة العربية كانت بوصلة طموحاتها تتجه إلى مسار مغاير عن عالم النحو والصرف وقواعد لغة الضاد حيث كانت تحلم باقتحام عالم الديكور والعقارات وهو مهنة والدها ــ رحمه الله ــ وبمرور السنوات اكتشفت خريجة قسم اللغة العربية أن المرأة السعودية قادرة على إثبات نفسها والنجاح في مختلف قطاعات العمل وأن عالم الديكور يناسب طموحاتها .


تقول وفاء يماني حينما تخرجت في قسم اللغة العربية لم يكن طموحي التقديم في سلك التعليم وإنما كنت أفكر في الإلتحاق بقطاع مغاير لتخصصي ورغم أن عدد من زميلاتي طلبن مني التقديم في قطاع التعليم ولكن رفضت هذا العرض والتحقت بعالم الديكور منذ 12 عاما وحققت فيه نفسي واستطعت أن انجح بجدارة، لافتة إلى أن قطاع العقارات كان حكرا على الرجال في ذلك الوقت لذا فقد كانت تتايع عملها من ” على البعد ” موضحة أن النمو الاقتصادي في المملكة له دور رئيسي في تغيير طبيعة عمل المرأة؛ فقد زادت الحاجة لوجود موظفين للعمل في مختلف المجالات كالتعليم، والمبيعات، وفي المكاتب، وغيرها من الأعمال، وأضافت يماني أن الديكور جزء لا يتجزأ من المقاولات فهو مكمل له وأن رغبتها الأساسية منذ الصغر كان يتمثل في الإلتحاق بقسم هندسة الديكور في الجامعة ولكن هذا التخصص في ذلك الوقت لم يكن موجودا في الجامعات السعودية.

وأضافت أن قطاع الديكور يناسب المرأة حيث أنه يمكن للمرأة السعودية أن تسجل نجاحات كبيرة في هذا المجال لأن ذائقة المرأة بالجماليات يختلف عن الرجل مشيرة إلى أنها بعد سنوات من العمل استطاعت أن تدشن أول مؤسسة مقاولات نسائية في المدينة المنورة واستطاعت تنفيذ الكثير من المشاريع ولم تتوقف عند هذا الحد فحسب بل أنها بعد أن حققت نجاحات ملموسة في مجال الديكور فتحت المجال من أجل تدريب طالبات هندسة الديكور كما وظفت مهندسة بعد تدريبها على آليات العمل .

وتابعت يماني أن المرأة السعودية شخص قادر على اتخاذ القرار والإدارة وتحمل المسؤولية، وهذا ليس مجرد نص انشائي بل واقع أثبته الواقع وقد ثابرت المرأة ووجدت نفسها في الصفوف الأولى للحراك التنموي بكل جدارة، حيث كانت في منافسة مع نفسها، هدفها تحقيق معادلة التوازن الصعبة بين بيتها وعملها وعلمها وواجباتها تجاه الكلّ وأولهم وطنها.

وأضافت أنصح كل من تريد اقتحام عالم الديكور بالصبر لأن مواجهة الجمهور فيها الكثير من المتاعب ولكن الإنسان بأسلوبه يمكنه أن يتغلب على مثل هذه المصاعب لافتة إلى أن عالم الديكور بحر واسع وهو في الوقت الحاضر من الأهمية بمكان خصوصا أنه يتزامن مع برنامج تحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم افراده بأسلوب حياة متوازن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *