متابعات

كورونا يسرق النوم من عيون الأطفال

 جدة – ياسر بن يوسف

ألقت كورونا بظلالها على الساعة البيولوجية ، نتيجة الجلوس الطويل في المنزل أثناء فترة منع التجول والإجازات، فجعلت الانسان يعاني من أعراض الأرق والصداع، فضلا عن تأثيرها على المناعة وتغيير بعض العادات الصحية وتوقيتات النوم، سيما بالنسبة للاطفال الذين اختلت مواعيد نومهم واستيقاظهم، في حين ينصح المختصون بأن تولى ساعات نوم الاطفال الاهتمام الكافي تفادياً للآثار المترتبة عليها كالصداع وعدم حصول الجسم على الهرمونات الضرورية.

النوم والاستيقاظ
البروفيسور عبدالمعين الأغا استشاري الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، يرى أن عدم انضباط مواعيد النوم قد يكون أمراً طبيعياً خلال تلك الفترات ، ولكنه يجب توجيه الابناء بعدم السهر وضبط ساعات النوم والاستيقاظ حفاظاً على آلية الساعة البيولوجية ، لافتا إلى أن كثيرا من الأسر تهمل أهمية النوم المبكر للأطفال، مضيفا: اكتشفنا من خلال الحملات التوعوية التي نظمها قسم الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز، عدم انتظام النوم عند أطفال المدارس، وتبين أن من أهم أسبابه قضاء فترات طويلة على الأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي.

السهر والأعصاب
ومن جانبه يؤكد الدكتور فهد الخضيري المتخصص في ابحاث السرطان أن السهر ومقاومة النوم بأي وسيلة، وكذلك النوم بالنهار وعدم النوم بالليل ، يضر الجسم ويدمر التماسك العصبي ويضعف التركيز والابداع ويقلل من النجاح ، وقد يسبب ضعف مناعة واضطراب الغدد ويتبعها أمراض الضغط والسكر ويسرّع من ظهور علامات الشيخوخة ، محذرا من عدم اعطاء الجسم كفايته من النوم وخصوصاً عند الأطفال إذ أن ذلك يسبب تدهورا في الصحة والشعور بالخمول والتعب.


النوم الصحي
وفي هذا السياق يوضح الدكتور ايمن كريّم إستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة، أن جسم الإنسان البالغ يحتاج من 7 الى 8 ساعات من النوم في اليوم والليلة، حتى يستطيع القيام بجميع وظائفه الحيوية على أكمل وجه ، ويزيد هذا العدد إلى 16 ساعة بالنسبة للأطفال الرضع، ويقل إلى نحو 5 – 6 ساعات بالنسبة لكبار السن (فوق 65 عاما)، لافتا الى أن الحرمان المزمن من النوم يعد واحداً من أهم الاضطرابات السلوكية الاجتماعية في المجتمعات الحديثة، وأكثرها انتشارا في المجتمعات العربية، نتيجة تأخر أوقات النوم وثقافة السهر، وانتشار القنوات الفضائية، والإنترنت، وعدم انتظام ساعات النوم والاستيقاظ حتى عند صغار السن، الذين يحتاجون إلى ساعات نوم أطول لاكتمال النمو البدني والنفسي ، مشيرا الى أن أهم مضاعفات الحرمان المزمن من النوم السليم، تعكّر المزاج، وقلة التركيز، وضعف الذاكرة والتفكير السليم ، إضافة لزيادة النّعاس والنوم القهري أثناء النهار.

اكتئاب وقلق وتوتر
وهو ماتراه ايضا الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا حسن ، مضيفة أن النوم الصحي يقي من التعرض للأمراض النفسية ومنها الاكتئاب والقلق والتوتر، ذلك أن الجسم يفرز خلال فترة النوم عدة هرمونات منها هرمون الميلاتونين الذي يساعد على الشعور بالسعادة والتفاؤل ولذا هي تحذر من اضطرابات النوم وتوصي كما علماء النفس بالتركيز على تطبيق عادات النوم الجيدة مثل النوم المبكر ما يمكن أن يساعد في القضاء على الأفكار السلبية بشكل تام ، ذلك أن التوجه للنوم مبكراً يساعد على تصفية الدماغ والتفكير بحلول أكثر فعالية لبرامج اليوم التالي.

الذاكرة وتوزيع المعلومات
وفي ذات الاتجاه يتوافق رأي الدكتور نصرالدين الشريف إستشاري الأطفال مع رأي الدكتورة هويدا حيث يرى ان من الضروري الحصول على ساعات كافية من النوم بشكل يومي للحفاظ على الصحة بشكل عام وصحة العقل بشكل خاص، حيث يساعد النوم على الوقاية من الإصابة بمختلف الأمراض ، ويلعب دوراً مهماً في إعادة توزيع ذاكرتنا وتثبيت المعلومات فيها ، واعادة تنظيم محتوى ذاكرتنا من معلومات إلى معرفة عالية الجودة ، سيما وقد أثبتت الكثير من الدرسات والأبحاث أنه خلال فترة النوم تحدث الكثير من الأنشطة المعقّدة، بل ان بعض الوظائف تكون أنشط وأكثر فعاليّة، بل أن هناك بعض الأمراض تزول أعراضها بمجرد أخذ ساعات كافية من النوم ، لافتا الى دراسة حديثة لباحثين من جامعة وارويك بالولايات المتحدة، كشفت أن إصابة الأطفال بالاكتئاب والقلق والسلوك المتهور وضعف الإدراك المعرفي، رهن بساعات النوم التي يحصلون عليها في كل ليلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *