القاهرة – عمر رأفت
استأنف رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، أمس (الأحد) في القاهرة، سلسلة لقاءات دولية وإقليمية في إطار المساعي الرامية لحلحلة الأزمة الليبية، بينما بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ترجمة اقتراحها بإيجاد حلّ منزوع السلاح في سرت والجفرة، وإعادة فتح قطاع النفط الليبي بشفافية كاملة، على الأرض بين الأفرقاء الليبيين، في وقت تتواصل حرب الأجنحة داخل حكومة “الوفاق” برئاسة فائز السراج، ويتصاعد “السخط الشعبي” ضدها.
وكشفت السفارة الأمريكية في ليبيا في وقت سابق عن مشاورات افتراضية، أجراها وفد أمريكي، برئاسة مدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميغيل كوريا، والسفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، للدفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة لتنفيذ المقترح الأمريكي، متعهدة بمواصلة انخراطها “بشكل نشط مع مجموعة من القادة الليبيين، المستعدين لرفض التدخل الأجنبي الضار، وخفض التصعيد، والعمل معاً من أجل حلّ سلمي يعود بالنفع على جميع الليبيين”. وفي خطوة تعكس صراع الأجنحة داخل حكومة “الوفاق”، طلب أحمد معيتيق، نائب رئيس المجلس الرئاسي، من المدعي العام العسكري في طرابلس اتخاذ إجراءات ضد اللواء عبد الباسط مروان، آمر منطقة طرابلس العسكرية، وأحد أبرز القيادات العسكرية لقوات “الوفاق”، وذلك بعد ساعات من بيان لمروان، اتهم فيه معيتيق بخدمة مشروع أجنبي يسعى للإطاحة بالسراج.
ولا حديث حاليا في العاصمة الليبية طرابلس سوى عن الأزمة والصدام الدائر بين رئيس وزراء ما تسمى حكومة الوفاق الليبية في طرابلس فايز السراج ووزير الداخلية فتحي باشأغا، إذ أصبح الصدام واضح للعيان بعد أن كان طي الكتمان، وفقاً لصحيفة “عرب ويكلي” الصادرة باللغة الإنجليزية، التي نقلت عن مصادر من الداخل الليبي أن هذا الصدام ينذر ببداية النهاية لحكومة الوفاق، فالسراج وباشاغا من أهم أعضاء تلك الحكومة بل أن التقارير كشفت أن الصدام جاء من أجل إرضاء تركيا في نهاية الأمر، ما يغير خريطة ميزان القوى في غرب ليبيا. ويعتبر الصدام ليس الأول من نوعه، فمنذ انسحاب الجيش الوطني الليبي من المنطقة الغربية عادت الصراعات والانقسامات إلى الساحة من جديد، خاصة بعد استيلاء ميلشيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تلك المنطقة. وفي سياق الغضب الشعبي من أداء حكومة “الوفاق”، ندد متظاهرون في مدينتي الزاوية وطرابلس بانهيار الخدمات العامة، واستمرار أزمات الوقود والكهرباء، وهتفوا ضد السراج وحكومته ومليشياته.