الدولية

نترات الأمونيوم.. دليل إرهاب إيران وأذرعها

البلاد – رضا سلامة

كشف تعيين إليوت أبرامز أحد صقور إدارة ترمب مبعوثًا أمريكيًا جديدًا لإيران خلفًا لبراين هوك، عزم واشنطن على تصعيد الضغوط على طهران لتغيير سلوكها العدواني تجاه المنطقة والعالم، ووصفته تقارير بأنه نهاية لأي مبادرات للتهدئة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، فيما تتزايد الدلائل على ربط إيران وأذرعها بانفجار مرفأ بيروت، بإعلان سلطات الأمن الألمانية عن تخزين ميليشيا حزب الله اللبناني نترات الأمونيوم في ألمانيا، وضبط خفر السواحل اليمني شحنتين كبيرتين من المادة نفسها في طريقها لميليشيا الحوثي الانقلابية.

ورأت وكالة “أسوشيتد برس” أن خروج هوك قد يعني استبعاد الدبلوماسية النووية مع طهران قبل انتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، ويدفن أي فرصة متبقية لمبادرة مع إيران قبل نهاية فترة ترمب، ووصفت خليفة هوك، إليوت أبرامز، بأنه محارب قديم في السياسة الخارجية ومحافظ متشدد ضد إيران، وقاد أبرامز جهود إدارة ترمب لمحاولة إجبار الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على التخلي عن السلطة ودعم منافسه الرئيسي خوان غوايدو، وسيستمر أبرامز بجهوده هذه أثناء خدمته كمبعوث إلى إيران.

واختيار أبرامز أبرامز، أحد أصحاب نظرية “كل الخيارات مطروحة على الطاولة”، يعكس موقف الإدارة المتشدد ضد إيران في الأشهر الأخيرة من ولاية ترمب الأولى، التي تحاول إجبار طهران على تغيير سلوكها الخبيث في الشرق الأوسط والعالم، الأمر الذي أكده السناتور الجمهوري ومستشار ترمب للسياسة الخارجية، ليندسي غراهام، بالقول بأن نافذة استبدال الاتفاق النووي ربما تُغلق قبل الانتخابات. وفي تعزيز للاتهامات لميليشيا حزب الله، ذراع إيران في لبنان، بالمسؤولية عن انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، ذكرت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور “الاستخبارات الداخلية الألمانية” أنه في إطار تحقيقات بشأن “حزب الله” في الماضي، تم الكشف عن تخزين لما يسمى بـ”الحزم الباردة”، التي تحتوي من بين أمور أخرى على نترات الأمونيوم، ما يكشف العلاقة بين الميليشيات الموالية لايران ومثل هذه المواد التي تستعمل في صناعة المتفجرات. يشار إلى أن التحقيقات الأولية بشأن انفجار مرفأ بيروت أفادت بتخزين مادة شديدة الانفجار في المنشأة، تسببت في الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 154 شخصًا وقرابة 6 آلاف جريح في حصيلة مرشحة للارتفاع لوجود عشرات الجثث تحت الأنقاض، وقالت السلطات اللبنانية إن 2750 طنًا من نترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة القنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ 6 سنوات، وتؤكد معلومات متطابقة أن ميليشيا حزب الله تسيطر بشكل غير رسمي على مرفأ بيروت ويدير عناصرها عمليات خارج نطاق القانون من دون رقابة، مستغلين سيطرة الميليشيا على مفاصل الدولة اللبنانية، التي ترسخت أكثر في ظل حكومة حسان دياب التي جاءت بها الميليشيا.

وكانت قوات خفر السواحل اليمنية في قطاع البحر الأحمر قد تمكنت خلال الأشهر القليلة الماضية من إحباط عمليات تهريب كبرى لمواد تدخل بصناعة المتفجرات في طريقها لميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن.
وسبق للإعلام العسكري للقوات المشتركة الكشف عن عمليات نوعية نفذتها قوات خفر السواحل في البحر الأحمر في فبراير ومايو الماضيين أسفرت عن ضبط شحنتين كبيرتين من نترات الأمونيوم على متن مركبين كانتا في طريقهما لمليشيات الحوثي، موضحًا أن إحدى الشحنتين تتكون من ألفي مغلف تزن نحو 100 طن كانت في طريقها إلى الميليشيات الحوثية، على متن مركب بحري متوسط، يقوده بحارة يمنيون، رفعوا على ساريته علم دولة أفريقية، بينما أشارت مصادر يمنية إلى وجود تطابق ملحوظ بين المواد المتسببة في انفجار بيروت وما تم ضبطه في اليمن من مادة نترات الأمونيوم التي تدخل في صناعة المتفجرات، منوهين إلى أن هذا التطابق لم يكن من باب المصادفة.
يذكر أن وزارة الداخلية البحرينية أعلنت، مساء الخميس، عن إحباطها عمليتي تهريب مواد متفجرة من إيران، بجانب ضبطها سيارتين محملتين بالمتفجرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *