متابعات

أطباء الإنترنت … إعلانات مضلّلة واستشارات وهمية

جده – ياسر بن يوسف – رانيا الوجيه

بعض الاطباء يروّجون لأنفسهم عبر الانترنت كماهرين في علاج مختلف الامراض كالعقم والضعف الجنسي والسمنة وآلام الروماتيزم والمفاصل ،ويقدمون عبر عياداتهم الالكترونية استشارات طبية لمرضى السكري وضغط الدم ، فيما يسوّق البعض لانواع حديثة من الأجهزة الطبية والعلاج لصالح بعض شركات الادوية فينساق بعض المرضى وراء الوهم ويقعون فريسة سهلة في حبائل امثال هؤلاء الاطباء الذين يتاجرون بالصحة العامة في حين يقع بعضهم في اخطاء طبية فادحة تلحق اكبر الضرر بالمرضى قد تصل حد التسبب لهم في عاهات مستدامة بل الموت احيانا.

طبيب اسنان

من امثلة هذه الاعلانات المضللة، تروي آمنة النجعي المنتقلة حديثا الى الرياض انها عندما احست بآلام في أسنانها وهي لا تعرف الكثير عن أطباء الاسنان في الرياض ، ظنت أن الحل الأمثل للوصول الى الطبيب الماهر في هذا المجال انما يكون الإنترنت أو العيادات الاكترونية، ولكن -للاسف الشديد- كان اغلب الاطباء الذين تمت الاشادة بهم ليسوا على المستوى المطلوب حتى ان احدهم وقع في خطأ طبي ، لتختزل هذه الواقعة وتلخص كل محاور هذه القضية ، ولتثبت بما لا يدع مجالا للشك ان بعض اعلانات اطباء الانترنت مضللة وبعضها الآخر عبارة عن وهم ، ليطرح السؤال نفسه : كيف يمكننا تجنب هذه الاعلانات ونتفادى الأخطاء الطبية التي قد يقع فيها بعض اؤلئك المتاجرين بصحة المرضى.


معايير الطبيب الناجح

الدكتور انتصار راغب الطيلوني استشاري نساء وولادة وعقم وجراحة مناظير، يضع بين ايدينا
معايير الطبيب الناجح ،موضحا ان من المعايير المهمة لاي طبيب ناجح المعلومات وعلم غزير في تخصصه بما يجعله قادرا على الوصول الى التشخيص ومعرفة العلاج الناجع للحالة، كما يمكنه علمه الغزير هذا من تثقيف المريض عن حالته وبالمعلومات التي يحتاجها.
ومن المعايير الاحتراف والقدرة على التواصل مع المريض وايصال المعلومه له بأيسر السهل وبطريقة مفهومة تقنع المريض بما يحتاجه لعلاج حالته وبالتالي سيكون المريض متعاونا في العلاج الذي سيؤدي الى الشفاء وحسن الاستماع للمريض فلا بد ان يكون الطبيب مستمعا جيدا لشكوى مريضه واعطائه الوقت الكافي لشرح مشكلته والانصات له والتفاعل مع مايطرحه اضافة لسمعة الطبيب لدى الناس مما يؤثر بشكل كبير على اختيار المريض لطبيبه فضلا عن ان يكون الطبيب صادقا والا يخبئ عن المريض حقيقة مرضه باسلوب يخفف وقعه على المريض وهنا يأتي معيار اخر هو ان يكون الطبيب حنونا على مرضاه متجاوبا مع مشاكلهم وألا تكون عيادته مزدحمة جدا لان هذا سيؤثر على تفاعله معهم.

طرق التقييم

وتقف الدكتورة أنوف نعمة الله استشاري أمراض معدية وطب باطني ضد تقييم الاطباءعبر فضاء الانترنت كونه مضللا في أغلب الحالات مؤكدة ان مواقع أو صفحات تقييم الأطباء مفتوحة ويمكن لأي شخص سواء على معرفة بالطبيب أو لا يعرفه أن يقيمه بشكل خاطئ أو ظالم، ولا يعكس الصورة الصحيحة لطبيعة جودة وخبرة الطبيب ، ومن المفترض أن يكون التقييم من خلال العيادة التي يعمل بها الطبيب عن طريق تعبئة استبيان يوضح به كيف كانت خدمة الطبيب ومدى الفائدة التي حصل عليها المريض ، أو أن ترسل العيادة او المستشفى عن طريق الإيميل طلب تقييم من المرضى الذين تعاملوا معه وقياس مدى رضاهم، بحيث لايكون الأمر مفتوحا للعامة ،مؤكدة على اهمية أن يستمع الطبيب لشكوى المريض ولما يعانيه، ويجب أن يحصل المريض على وقت كاف مع الطبيب حيث هناك بعض العيادات التي يكتفي فيها الطبيب باعطاء وقت قصير للمريض بسبب الزحام وهو وقت غير كاف لمعرفة تاريخ مرضه ومن حق المريض أن يناقش الطبيب في العلاج الذي سيحصل عليه ويجب أن يكون للطبيب القدرة على امتصاص غضب المريض في كل الأحوال.

السوشيال ميديا

وفي هذا السياق تشير الدكتورة حنان الغوابي الى ان هناك اطباء ليسوا بارعين بالقدر الكافي الذي يظهر علي مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت ومن الاطباء من اعتبر نفسه “موديل” للدعاية لبعض شركات الادوية وبذلك تخلى عن واجبه الانساني والعلمي في نصيحة المرضي ، داعية المرضي الا ينبهروا باعداد المتابعين للطبيب قدر انبهارهم بقراءة آراء المرضي المتعاملين معه ثم الراحة النفسية في التعامل مع الطبيب بشكل شخصي وفي المقابل هناك أطباء بارعون ولكن حقوقهم مهضومة لانهم لا يستخدمون السوشيال ميديا وما يكتنفها من خفايا لايدركها المريض البسيط في الترويج لانفسهم. وعن نفسها تقول: ليس لديا سناب او انستجرام ولا استطيع التحدث عن نفسي ومهاراتي ولكن ثقة المرضي بي وزيادة المترددين علي يوميا منهم ، تجعلني افهم جيدا ان مهارة الطبيب اهم ما يميزه وقد رايت نتائج غير متوقعه من اطباء يملأون الفضاء الالكتروني بصيتهم واعلاناتهم ، وهو ذات الامر الذي يؤكده ايضا الدكتور محمود الغلبان مدير طبي لاحد المجمعات الطبية الشهيرة الذي يرى انه في ظل كثرة المؤسسات العلاجية والمراكز الطبية والتنافس بين الاطباء، تم التوجه لوسائل السوشيال ميديا للتعريف بالمكان وامكانيته الطبية واظهار قدراته وايضا لتقديم العروض التنافسية للاماكن الاخرى ومن هنا اصبح للسوشيال ميديا دور مهم وفعال واصبحت اكثر زحاما بالإعلان من الجرائد الورقية والوسائل الدعائية الاخرى.

معايير الاختيار

في حين يرى الدكتور هاشم عبدالله النمر- كاتب اقتصادي- أن يتم تقييم الطبيب من خلال سمعته ونجاحه في عمله من خلال أشخاص قاموا بالتعامل معه وهناك تعليقات عن بعض الأطباء من قبل الآخرين يمدحون الطبيب بأنه ممتاز من خلال تجاربهم وبالتالي أرى ان التقييمات على الانترنت مهمه جدا ، للإطلاع على تجاربهم مع الطبيب دون أن يكون اعلانا مدفوعا أو وراء ذلك التقييم أي مصلحة شخصية، بالإضافة إلى شهادة الأصدقاء والأقارب وتقييمهم لأحد الأطباء ، وبقدر ما كانت التعليقات الإيجابية على الطبيب بأعداد كبيرة تكون النتائج مطمئنة ، ولكن أحمد العبدالله -خبير احصائي- يعود في ختام هذه القضية ليؤكد ان على المريض اذا ما اراد ان يتاكد من صدقية هذه الاعلانات او ما اذا كانت مضللة ، ان يبحث عن الطبيب الجيد في تخصصه بالاعتماد على عدة معايير منها معرفة عدد سنوات الخبرة ، ومعرفة حصوله على البورد أو الزمالة ، وهل هو طبيب عام أو أخصائي أو استشاري، وبعد ذلك يتم اختيار الطبيب المناسب لحالته المرضية، او بالامكان الاستعانة بآراء أطباء آخرين عن رأيهم في الطبيب المعلن عنه عبر فضاء الانترنت أو استشارة أصدقائه أو زملائه ممن عملوا معه وتقييمهم له لا الأخذ برأي محايد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *