جدة – صبحي الحداد
هل يصبح كورونا مرضاً موسمياً ، سؤال يتردد على الألسن فما حقيقة ذلك؟..
بداية يوضح الدكتور محمد شيخ عمر استشاري الأمراض المعدية استاذ مساعد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن الأمراض الموسمية مثل الانفلونزا تكون مرتبطة بموسم معين كفصل الشتاء مثلا ، اما مرض كورونا فقد انتشر وتفشى في فصلي الشتاء الصيف سواء في نصف الكرة الارضية الجنوبي والشمالي ، لافتا الى ان هناك دراسات تبين أن الفيروس لا ينتشر ويقل تكاثره في الاجواء الحارة ولكن لايوجد أي دليل على أن الفيروس يختفي في فصل الصيف بل لايزال منتشرا مسجلا في شهر يوليو أعلى معدلات الاصابة منذ بداية الجائحة علما انه توجد بعض الفرضيات تشير الى أننا سنتعايش مع الفيروس لمدة تطول وربما نرى تقلبات وازدياداً في أعداد الاصابة في فصول الشتاء ولكن هذه الفرضيات في الأغلب ليست صحيحة.
العدوى البكتيرية
ومن جانبه يعترف الاستاذ الدكتور احمد شاكر أستاذ علم الأدوية بكلية الطب بجامعة المؤسس بالتقصير الشديد مع اكتشافنا لكورونا، فكل شيء معروف عن المضادات الحيوية لأي طبيب او صيدلي من الألف للياء لكن للأسف لم نعط الفيروسات اهمية فلقد مّر كوفيد واحد (سارس) ، فانتبهنا له قليلاً ثم نسيناه وربما ساهم الاختفاء السريع للفيروس مثل انفلونزا الطيور في إعطائنا انطباعاً خاطئاً وزاد الأمر تعقيداً أن لمعظم مضادات الفيروسات أسماء جديدة ومعلومات قليلة وغير مكتملة، ولذا لا يستطيع أحد التنبؤ بما سيحدث مستقبلا في ظل عدم وجود دواء محدد ، وفي ظل التحولات الجينية للفيروس، فيما يشير الدكتور الصيدلي بعيادات الحرس الوطني بجدة محمد هندومة إلى أن بعض الدراسات تفيد بأنه سيصبح مثل فيروسات الإنفلونزا التاجيه الأخرى وهذا ما اتضح من ازدياد حالات الشفاء في الإحصاءات الأخيرة .
وعن الفرق بين العدوي البكتيرية والعدوى الفيروسية ، يوضح عميد كلية الطب بجامعة طيبة سابقاً الاستاذ الدكتور عبدالكريم تلمساني ان العدوى البكتيرية تنتج بسبب البكتيريا بينما تنتج العدوى الفيروسية بسبب الفيروسات، ومن المحتمل أن يكون الفرق الجوهري بين البكتيريا والفيروسات هو أن أدوية المضادات الحيوية تقتل البكتيريا لكنها ليست فعالة في مكافحة الفيروسات والبكتيريا عبارة عن كائنات حية دقيقة أحادية الخلية تنمو في العديد من البيئات المختلفة ، فيما تعيش بعض أنواع البكتيريا في بيئات شديدة البرودة أو الحرارة بينما يستوطن البعض الآخر في أمعاء البشر حيث تساعد في هضم الطعام ولا تسبب معظم البكتيريا أذى للناس، لكن هناك استثناءات ، في حين يرى الدكتور الصيدلي حميد سلامة الجهني بالخدمات الطبية بالسعودية سابقاً ان معدل أو سرعة انتقال العدوى الفيروسية يعتمد على عوامل تشمل كثافة السكان وعدد الأفراد المعرضين للإصابة ونوعية الرعاية الصحية والطقس ، وفي الوقت عينه يلفت عضو جامعة هارفارد الدكتور سمير محمد شعث، الى ان جائحة الإنفلونزا الأسبانية استمرت عاماً كاملاً من 1918 حتى 1919 وتشير أقدم التقديرات الإحصائية الى انها قتلت من 40 إلى 50 مليون شخص في حين أظهرت بحوث حديثة أنه ربما يكون عدد الضحايا قد وصل إلى 100 مليون شخص أو ما يقدر ب ( ٥٪ ) من سكان العالم آنذاك.