قد تشعر بألم شديد جداً، فتظن أنك سوف تهلك وأن الطب لم يتوصل بعد إلى علاج مناسب لك، وعلى مضض وبعد نصيحة متأخرة من أحد أصدقائك تتجه إلى أقرب مركز صحي لديك، ليقابلك ذاك الطبيب ويصرف لك أقراصا صغيرة يصعب العثور عليها إن سقطت من يدك ؛ وبمجرد أن تتناولها وفي غضون دقائق معدودة تشعر بأن الألم الشديد بدأ يتناقص تدريجياً.
نعم ؛ هي نعمة الله – عز وجل – على خلقه حينما سخر لنا الطب بكل مجالاته لنجد فيه السلامة والتخفيف من أوجاعنا على أيادي أطباء سهروا الليالي ليتحصلوا على المعرفة، وطواقم تمريض ساندوهم في رسم الابتسامة على وجوه المرضى.
وفي اللحظة التي أصبح الأطباء يصرُفون الأدوية فيها ؛ حتى أصبحنا قادرين على أن نجزم أنه لا يوجد بيت يخلو من دواء – أي كان – ظهر لنا نوع من الاستهتار تجاه الآثار الجانبية التي قد تسببها بعض الأدوية لنا عندما تستخدم بشكل خاطئ ؛ فأصبح من الطبيعي جداً أن نرى شخصاً ما ينصح آخر ويقول له : عليك بهذا الدواء فهو رائع وفعال !
ليكون التبرير دائماً أنني تناولته ؛ فكان مناسباً ليّ ! أو تناوله أحد الذين أعرفهم جيداً وذكر لي تحسنا بعد ذلك؛ وهنا يُطرح تساؤل هام جداً ؛ وهو كيف لك أن تضمن أن هذا الشخص الذي تنصحه لا يعاني من أية أمراض مزمنة أو حساسية قد تتعارض مع تركيبة الدواء الذي نصحت به. إننا حقاً بحاجة إلى أن نكون أكثر حرصاً في هذه الأمر ؛ حتى لا نضر أنفسنا أو نضر الآخرين، كما أننا بحاجة إلى وجود توعية شاملة ومكثفة عن الأضرار التي قد تنجم عن التهاون في تناول الدواء الذي يكون بمشورة غير المتخصصين، إضافة إلى التوعية حيال ما يخص صرف الأدوية دون وصفة طبية موثوقة حتى لا يتحول الدواء إلى سم ويكون الندم.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com