رياضة مقالات الكتاب

عبدالفتاح … صدق أو لا تصدق

لا تصدق من يقول: “لا توجد مفاوضات مع اللاعبين قبل الستة أشهر” ، أو أنه بالإمكان السيطرة على التفاوض مع اللاعبين قبل تلك الفترة، أو أن الأغلبية ملتزمون بعدم التفاوض مع اللاعب قبل تلك الفترة، وقبل كل ذلك لا تصدق أن وكيلاً للاعب سواء كان رايولا أو والد أو شقيق لاعب لايبحث عن مصلحته، كما يبحث عن مصلحة لاعبه؛ حتى وإن اقتضى الأمر (المخاطرة) بالحديث مع أطراف أخرى قبل الستة أشهر.

ولكن هل تعلم متى بإمكانك أن تصدق ذلك؟ تصدق عندما لا يصبح لأي شخص حياة اجتماعية يلتقي فيها أقرباء يعرفون أشخاصا لهم علاقة بأشخاص يعملون مع أشخاص يمثلون ناديا معينا ، كما تصدقها عندما لاتدور بين اللاعب ووكيله أحاديث ودردشات مع نفس الأشخاص على فنجان قهوة أو على مأدبة عشاء في منزل صديق مشترك ، فيقال إن مورينهو التقى بشنايدر في مطعم وأهداه قميص الإنتر مطبوعاً عليه رقمه واسمه قبل المفاوضات الرسمية والتوقيع ، وقال له ما قاله، وكأنه يردد كلمات أغنية نبيل شعيل (لايق عليك لايق).

أيضاً بإمكانك أن تصدقها عندما تكون متأكداً أن اللاعبين لا يتحدثون سوياً في معسكر المنتخب؛ سواء بأحاديث عابرة أو جدية عن أوضاعهم في أنديتهم سواء كانت مريحة أو مزعجة وخلالها قد يلجأون إلى جس النبض لقابلية الآخر للحديث أو الانتقال، وبعد كل ذلك ربما تصدق إن عرفت أن من يضعون القوانين أنفسهم يعلمون أن هناك أحاديث ، أو مفاوضات (سمها كما تريد) تحدث مع اللاعبين خارج الفترة المسموح بها.

ويبقى السؤال المهم.. لماذا تُوضع القوانين؟ ببساطة بعض القوانين توضع ليس للسيطرة الكاملة أو المنع خصوصاً إن كان معلوما استحالته، ولكن للحُكم والتصرف في حال خروج الموضوع للعلن ، وبذلك تستطيع الجهة التشريعية إيقاع العقوبة اللازمة ، وأن جميع الاحتمالات أُخذت في الحسبان.

قلة من ناقشوا انتقال عبدالفتاح فنياً وبحيادية، وهو أمر ليس بتلك السهولة في غياب الأرقام والإحصاءات الدقيقة، ولكن المشكلة اليوم في الذين يتباكون لضياع هيبة القانون، وبالأمس يتباهون بقوته ، وهم يعرفون كل ما ذكرته سابقاً ويؤمنون به كل بحسب لون نظارته، وربما غداً سيعترفون بكل ماذكرته أعلاه.

بُعد آخر
فن التفاوض أهم عامل في كونك وكيل للاعبين في أي رياضة، وهو أيضًا أحد أصعب المهارات لإتقانها.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *