متابعات

مقلع طمية أسطورة .. جيولوجية تستقطب السياح

جدة ــ رانيا الوجيه

أعاد موسم الصيف «تنفس روح السعودية» الحياة من جديد لأسطورة فوهة الوعبة شمال الطائف، أو ما يعرف بمقلع طمية التي يبلغ قطرها نحو 3 كم وعمقها 380 متراً، وتكسو وسط الفوهة طبقة ملحية بيضاء اللون تشابه سطح القمر، ويعتقد أن سبب تكونها يرجع إلى أن مياه الأمطار حين تتجمع في قاع الفوهة تكوّن بحيرة ضحلة لا تتسرب إلى باطن الأرض. وتعتبر الأسطورة الجيولوجية من أعرق الوجهات السياحية والتاريخية التي يحرص على زيارتها السياح الأجانب، إذ يتوافدون إليها في إجازاتهم الأسبوعية ويخيّمون في محيطها، وتكثر في منحدرات الفوهة النخيل والعيون المتدفّقة على طول العام.

وتضج مواقع التواصل ووسائل الإعلام المحلية والعالمية في كل وقت بصور من المعلم التاريخي الذي يستقبل هذه الأيام أعداد كبيرة من الزوار.
ويتسم مقلع طمية بالرهبة، وكذلك بغرابة طبيعته، ففي الجهة الشمالية الشرقية من الفوهة العملاقة، وعلى عمق 50 متراً، تنمو أشجار النخيل والأراك وغيرها من الأشجار والنباتات والحشائش، لوفرة مياه الينابيع والتربة الخصبة، أما قاع الفوهة فهو عبارة عن أرض بيضاء مالحة تكوَّنت نتيجة تجمّع مياه الأمطار والينابيع المحتوية على الأملاح، وبتبخر المياه تتكون تلك الطبقات الملحية؛ مما يعطي القاع لونه الأبيض المميز. والمحيط الخارجي عبارة عن أرض جبلية وعرة في الجهتين الشمالية والجنوبية، تجري خلالها مجاري أودية في الجهة الشرقية، وتتوزع الحشائش على أرض منبسطة في الجهة الغربية.


نشاط بركاني
وكان يعتقد أن الحفرة نتجت بفعل سقوط نيزك، لأن مظهرها الخارجي يشبه الفوهات النيزكية بشكلها الدائري وارتفاع جوانبها، ولكن العلماء الجيولوجيون يتفقون اليوم على أن الفوهة تشكلت بفعل النشاط البركاني الذي أدى إلى انفجار تحت الأرض تولد عنه بخاراً بفعل اتصال الصخور المنصهرة بالمياه الجوفية، في إحدى جوانب الفوهة يوجد مخروط الرماد “تل ذو شكل مخروطي” وهو كل ما تبقى من البركان. تقع الفوهة في منطقة كانت تتمتع بنشاط بركاني مكثف في الماضي، والسهل الرملي المحيط بها هو في الواقع سرير من الرماد البركاني. في الجهة الشمالية الغربية من الفوهة تجد تلة عمودية هي حافة فوهة البركان الذي انقسم إلى نصفين عندما تم تشكيل الحفرة. ويظهر الرماد البركاني على الحواف بشكل مكثف. في القسم الشمالي من الفوهة تجد أشجار النخيل والعشب الأخضر.

تحدى الشباب
وتشكل تلك الفهوة العميقة تحديا للشباب في النزول إلى أسفلها والعودة، حيث يستغرق ذلك عدة ساعات وقدرة واحترافية في النزول والتسلق، والذي ينظر الى البحيرة الملحية بمنظار يشاهد كتابات الهواة على الطين تحمل عبارات التحدي والمغامرة، كما يشكل هذا المعلم نقطة جذب للهواة والسياح الأجانب وقد شوهد البعض منهم ينزل الى اسفلها ويقضي بها أوقاتاً يصفونها بالجميلة، كما اشار البعض منهم إلى أن هذا الانخفاض عن مستوى سطح الأرض له هيبته وجماله مع الحصول على قطع من الأحجار الكريمة والبراقة .

وحينما ينظر الإنسان إلى الفوهة، ويحدق فيها من الأعلى، يجد نفسه محلقًا في عالم من فانتازيا الألوان السحرية. فهناك اللون الأبيض في أرضيتها من الداخل، وهو عبارة عن أرضية مالحة يغطيها الملح مشكلاً لونًا أبيض ثلجيًا يمكن أن يُرى بشكل واضح من أعلى الفوهة ويكسو وسطها. ويعتقد أن سبب تكونها يرجع إلى أن مياه الأمطار تتجمع في قاع الفوهة مكونة بحيرة صغيرة ضحلة لا تتسرب إلى باطن الأرض. وهناك لون أخضر يلمح في بعض النخيل والشجيرات التي نمت على منحدرات الفوهة. فعند النزول مسافة 15 مترًا من سطح الأرض يلاحظ وجود كثير من أشجار النخيل والنباتات التي تنمو على عيون ماء صغيرة. وعند النزول أسفل الحفرة تجد القليل من الأعشاب الصحراوية، وشجر الأراك التي سرعان ما تختفي كلما اتجهت وسط الحفرة، فانتازيا الألوان لا تنتهي عند هذا الحد. فالصخور المكونة لحواف الفوهة ومنحدراتها التي تأخذ شكلاً عموديًا ورائعًا في الوقت ذاته، هي صخور نارية سوداء اللون متكونة من الماجما الشديدة، التي يشوبها في بعض تجلياتها احمرار يتناغم مع جمال الألوان الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *