الدولية

أنقرة تخشى الصدام مع مصر

القاهرة – عمر رأفت

ألمحت تقارير تركية إلى الخوف من المواجهة مع مصر في ليبيا، بعد موافقة البرلمان المصري على تدخل الجيش لحسم العدوان التركي المهدد لأمن البلدين.
وتريد أنقرة تخفيف حدة التوتر، من واقع التصريح الذي أدلى به المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، مبيناً أن بلاده لا ترغب في تصعيد التوتر ومواجهة مصر في ليبيا، ما اعتبره مراقبون تراجعا من تركيا عن موقفها العدائي في ليبيا، وتلميحها بالخسارة المبكرة وفشلها في تحقيق أهدافها بمجرد أن أعلن البرلمان المصري أنه قرر تفويض الجيش المصري للدفاع عن أمنه القومي.

وقال إبراهيم قالن: “عند النظر إلى المشهد العام هذا، يتضح عدم وجود نية لدينا بمواجهة مصر أو فرنسا أو أي بلد”، وهو ما فسرته صحيفة “حريت” التركية، بأنه تراجع من الجانب التركي بشأن التصعيد في ليبيا. وأشارت إلى أن أنقرة باتت حريصة على تجنب الانخراط في خلاف مع مصر بشأن الصراع الليبي، وربما لجأت للدبلوماسية لحل الأزمة، باعتبار أن المواجهة مع مصر قد تكون خاسرة.

وقال الكاتب التركي سركان دميرتاش، إن تركيا تعرف جيداً قدرة مصر واستعدادها للتدخل العسكري في ليبيا لذلك تتبع سياسة ذات شقين، فمن جهة، ترفض التخلي عن الجهود الدبلوماسية مع الأطراف المعنية للتوسط في وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، ومن ناحية أخرى، تواصل دعمها العسكري للمليشيات دون توقف مع العلم أنها لا يمكنها أن تكون لها اليد العليا. وقالت شبكة “صوت أمريكا” إنه مع اقتراب هذه المعركة المحتملة في سرت، تتزايد الضغوط الدولية على تركيا بسبب مخاوف من حرب إقليمية أوسع نطاقا، خاصة بعد إصدار قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا تحذيرا هذا الأسبوع لأنقرة بشأن دعمها العسكري لمليشيات الوفاق بالمرتزقة.

وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: “نحن مستعدون للنظر في إمكانية استخدام العقوبات إذا استمرت خروقات حظر الأسلحة الليبية التابعة للأمم المتحدة في البحر أو في البر أو في الجو”، بينما قالت اليونان إن تركيا تسعى إلى التعدي على الجرف القاري لها ما يؤثر على علاقات حلف “الناتو”، داعية أنقرة إلى الوقف الفوري للأعمال غير القانونية التي تنتهك حقوقها السيادية وتقوض السلام والأمن في المنطقة.” إلى ذلك، دعت أمريكا الليبيين لطرد كل القوات الأجنبية، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: “إن الولايات المتحدة تعارض بشدة التصعيد العسكري في ليبيا من قبل كل الأطراف”، وذلك رداً على التهديدات التركية بشنّ هجوم مع قوات حكومة الوفاق في طرابلس وآلاف المرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا للمحاربة في صفوف حكومة الوفاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *