يُطلق على الصحافة والإعلام السلطة الرابعة!! وينبع ذلك مما يتمتع به الإعلام من قوة، وما يلعبه من أدوار مهمة في المجتمع، إذ يقوم بصياغة وعي الجماهير وصناعة ميولهم وتوجهاتهم، وذلك من خلال قدرته على الوصول إلى أطياف وشرائح واسعة من الناس، ومن هنا تكمن خطورة الإعلام وأهميته، فعبر شحن مشاعر الجماهير نحو قضيةٍ ما يمكن تغيير قناعاتهم والتأثير في سلوكهم إيجابًا أو سلبًا!!
ولم تعد الساحة الإعلامية قاصرة الآن على الإعلام التقليدي المرئي والمسموع والمقروء، بل صار الإعلام الجديد منافسًا قويًّا، لكن مع ذلك يبقى لكتاب الرأي في الصحف ميزة تنافسية كبيرة ليس فقط لأهمية ما يتناولونه في أعمدتهم الصحفية، ولكن لأنهم يساهمون -ربما دون قصد من بعضهم- في صناعة الإعلام الجديد، وذلك عبر تناقل آرائهم وأفكارهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر روابط مقالاتهم عبر تويتر، أو التعليق عليها في سناب شات وغير ذلك من الوسائل.
وانطلاقًا من تقدير ولاة الأمر – حفظهم الله – وإدراك حكومتنا الرشيدة للدور المهم الذي تلعبه الصحافة في توعية الجماهير بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تهم مملكتنا الحبيبة حرص معالي وزيرُ الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي على الالتقاء بنخبة من كتاب الرأي في الصحف السعودية لمناقشتهم في هموم مهنتهم، والوقوف على أبرز التحديات التي تعيق عملهم، وهذا يعكس ولا شك اهتمام صانع القرار بالاستماع لشريحة مهمة من صناع الإعلام السعودي للارتقاء به؛ ليقود المجتمع بعلم ومهارة نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وقد شرُفت بحضور هذا الملتقى، كما شرُفت بالمشاركة في النقاش الذي تم بين معالي الوزير وبين الزملاء الصحفيين، وفي الحقيقة كان اللقاء مفعمًا بالحيوية والشفافية ومناقشة الأمور والقضايا التي تخص الصحافة ولاسيما أعمدة الرأي، وقد لمسنا جميعًا حرص معالي الوزير على الاستماع إلينا، وشغفه للوقوف على أبرز المشاكل والعقبات التي تؤثر على عملنا للبدء فورًا في إيجاد حلول عملية لها.
وقد تنوَّعت الآراء والمداخلات التي دارت فمن المشاركين من ركز على أهمية صناعة الصورة الذهنية الصحيحة عن المملكة في الخارج؛ إذ لن نتمكن من توصيل الحقائق عن المملكة للآخرين وخطابنا الإعلامي قاصر على مخاطبة الداخل فقط، فينبغي أن نحرص على مخاطبة الغرب بأسلوبه ووفق قناعاته وطريقته في التفكير، وهذا ولا شك يتطلب: إعلامًا متخصصًا، وسقفًا أعلى للخطاب الإعلامي، وسرعةً أكبر في تدفق المعلومات، وتوفير الخبر الصحفي الدقيق على نطاق واسع من مصادر موثوقة، ولو كان عبر لقاء أسبوعي أو حتى شهري يُعقد بين أصحاب المعالي الوزراء – أو من يمثلهم – وبين الصحفيين لإطلاعهم على ما يدور من أحداث ليكونوا على إلمام واطلاعٍ كافٍ بمستجدات الأمور.
ومن أبرز ما ذكره معالي الوزير في هذا الاجتماع المهم تأكيدُه على الترحيب بالنقد البناء المسؤول الذي يأتي في أعمدة كتَّاب الرأي ما دام يعكس ما يدور في المجتمع، ويحرص في تجرد على علاج ما قد يقع من خلل هنا أو هناك!!
Osailanim@yahoo.com