متابعات

شيناوي من منصة مديون إلى تاجر

المدينة المنورة – محمد قاسم

ما زال الشاب عبد الوهاب شيناوي يتذكر اليوم الذي أبلغته فيه إدارة الفندق الذي يعمل به أن عليه وزملاءه التوقف عن العمل ومغادرة ” لوبي ” الفندق بسبب جائحة كورونا.

يقول شيناوي إنه في تلك اللحظة أسودت الدنيا أمام ناظريه وبدأت بوصلة افكاره تتجه نحو البطالة والدوران في فلك الجلوس بالمنزل على مدار الساعة والبحث عن وظيفة أخرى، ولكن في النهاية أنقلبت حياته إلى 360 درجة بعد أن وجد نفسه في بيع الخضروات وانتعشت تجارته وتحول من “مديونير” إلى تاجر يشار اليه بالبنان.

وأضاف بقوله : بينما كنت غارقا في الهواجس فإن القدر كان يخفي لي مفاجأة بلون الفرح والطموحات حيث إنني بدأت أفكر في العمل الحر ودخلت في مرحلة عصف ذهني من العيار الثقيل وأخيرا وجدت ضالتي وذلك حينما طالعت إعلانا لأمانة المدينة المنورة وعنوانها “بسواعدكم ونحن نساعدكم ” وهي عبارة عن نقاط بيع وتأمين الخضروات والفواكه في أحياء العزل الكامل في تلك الفترة الإستثنائية من جائحة كورونا، وعليه قمت بالاتصال الهاتفي بالرقم ٩٤٠ وابديت الرغبة في العمل بهذا المجال فتواصل معي المسؤول وأخبرته بأني أملك سيارة تبريد وارغب في المبادرة بل وشجعني على ذلك.

ويكمل شيناوي ” في البداية كان نشاطي محصوراً داخل الحي الذي اسكنه وهو حي الجمعة ثم بعد ذلك توجهت لفكرة تغطية جميع أحياء المدينة المنورة ، وأعمل حالياً بسيارة واحدة واطمح بإذن الله لتأمين عدد أكبر من السيارات لزيادة الطلبات على التوصيل وفق خطة مدروسة”.

وحول التحديات يقول “ابرز التحديات التى واجهتها كانت تتمثل في ضعف الحالة المادية لدى وتراكم الديون بسبب انتهاء عملي مما سبب لي صعوبة في شراء بضائع وتأمينها في الحي المحدد لي من قبل الامانة ولكن بفضل من الله ثم رضى والداي ودعائهما استطعت تجاوز تلك التحديات عبر الشراء الآجل للبضائع وكان أمام عيني دوماً الإصرار على رؤية المشروع ومواجة الصعوبات التى أقابلها في بداية كل مشروع وعدم اليأس والإحباط والتفائل بالخير دائما” فحققت ما كنت أصبو أليه ودخلت إلى عالم التجارة من اوسع أبوابها الحمد لله.

واختتم عبدالوهاب شيناوي حديثه قائلاً “بالنسبة للمجتمع في تقبله للفكرة وجدت أن هناك تقبلا كبيرا من افراد المجتمع حيث أصبح الناس يطلبون احتياجاتهم اليومية عبر تطبيقات التوصيل المنزلي كما أن المجتمع دعمني بالإعلانات والتشجيع والإقبال للفكرة والبعض من فئات المجتمع يستغرب من أنني مواطن سعودي وأعمل بهذا المجال الذي أحببته ففي هذا المجال استطيع تقديم خدمتي لكبار السن والمرضى والعوائل التى تعيش بدون عائل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *