متابعات

زيتونة تفتح شهية الشراري للاستثمار

جدة ــ عبدالهادي المالكي

قبل أن أتوجه إلى منطقة الجوف كانت ترتسم في مخيلتي مشاهد بساتين ” حلوة الجوف ” والفواكه الموسمية ومزارع الزيتون، وآليات الاستثمار في الزراعة بصفة عامة وكيف أن أحد عشاق الزراعة في محافظة طبرجل التابعة للمنطقة استطاع أن يحول منزله إلى بستان من الخضرة وليس هذا فحسب بل أن هذا البستان أصبح يدر عليه دخلا كبيرا ما جعله يحول حوش منزله إلى معمل للصناعات التحويلية .


يقول المزارع ظاهر بن عتيق الشراري أن شجرة زيتون نمت في منزله فتحت ” شهيته ” للاستثمار في الزراعة والصناعة التحويلية، لافتا إلى أنه في البداية انطلق في زراعة الزيتون وكان ذلك في العام 1411 ، ثم توجهت بوصلتي بعد ذلك لزراعة المشمش والليمون والخوخ والرمان والتفاح والعنب بالإضافة الى انتاج الخضار والورقيات وأخيرا تربية النحل وإنتاج العسل .

وبعد نجاحي في الزراعة بدأت بالصناعة التحويلية للزيتون منذ عام 1416هـ مثل صناعة المخلل وسلطة الزيتون وزيت الزيتون وبالنسبة للفاكهة بدأت في صناعة مربى المشمش والتفاح والتين بالإضافة الى تصنيع الزبيب وجميع هذه الصناعات هي من عمل يدي انا وافراد اسرتي دون التدخل من قبل أي مصنع او عمال خارج الاسرة واستخدم العمال فقط في القطاف والتنقية وايصالها الى المنزل ، لافتا إلى أنه حصل على 5 جوائز خلال مهرجان الجوف للزيتون من قبل إمارة المنطقة كأفضل زيتون مكبوس وهذا شجعني لمواصلة الزراعة والانتاج، موضحا أنه يواجه صعوبات في تسويق منتجاته ولكنه أخيرا اهتدى إلى مواقع التواصل الأجتماعي ومن خلالها بدأ التسويق ولكنه يطمح بفتح نافذة كبيرة للتسويق خصوصا وان منتجاته ــ وفقا لقوله ــ خالية من الكيماويات.

وتابع الشراري بقوله : تُعتبر منطقة الجوف واحدة من أجمل الوجهات السياحيّة المميزة في المملكة العربيّة السعوديّة، حيث يُشكل المناخ المعتدل، والأرض الخصبة، أهم المقومات السياحيّة؛ إذ يُطلق على أرض الجوف لقب سلة غذاء المملكة العربيّة السعوديّة، وتتمثل أهميتها في جنبات قلاعها العريقة، وآثارها المميزة والممتدة إلى أعماق التاريخ القديم،ومحافظة طبرجل وهي احدى محافظات منطقة الجوف تعتبر أكبر منطقة زراعيّة في الشرق الأوسط، ولقبها مدينة الذهب الأخضر، كما يوجد فيها محميتان طبيعيتان للحيوانات النادرة.

يذكر أن مهرجان الزيتون بالجوف يساهم بالتعريف بشكل مميز بهذا المنتج الثمين وبالجهود الكبيرة التي بذلها مزارعو الجوف لإنجاح زراعة وتسويق منتجات الشجرة المباركة التي زرعت للمرة الأولى قبل أكثر 48 عاماً عن طريق أحد أهالي سكاكا وهو المرحوم الشيخ عايض الزيد الواكد الذي أتى بها من بلاد الشام حتى انتشرت زراعتها ليصل عدد أشجارها اليوم إلى أكثر 16 مليون شجرة بما يعادل أكثر من 2 % من أشجار الزيتون في العالم منتجة 40 ألف طن من ثمر الزيتون سنوياً يستخرج منها 4 آلاف طن من زيت الزيتون النقي ذي الجودة والسمعة المميزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *