يبدو أن أزمة فيروس كورونا المستجد في دولة الإحتلال، اتخذت مساراً جديداً من حيث تفاقم الأوضاع في زيادة مستمرة لأعداد المصابين ، وهو ما يشير إلى دخول إسرائيل في موجة ثانية للفيروس التاجي.
وقد وجد الجنود الإسرائيليين المصابين بفيروس كوفيد19، أنهم مجبرين على البقاء في منازلهم، وهو ما يتسبب في تعرض من حولهم إلى خطر نقل العدوى.
وقد نشر الموقع الإسرائيلي ” إسرائيل اليوم” تقريرا حول تخلي جيش الإحتلال عن جنوده في ظل أزمة الجائحة، وتساءل التقرير “هل جيش إسرائيل يعرض جنوده إلى الخطر؟”
وأوضح التقرير العبري من خلال تصريحات الجنود أن جيش الإحتلال لا يقدم أى فحوصات ، حتى الخطوط الساخنة للإبلاغ عن الحالات لا يتم الرد عليها، وأن هناك إنهيار كامل في المنظومة الصحية.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي مؤخرا أن أكثر من 12 ألف جندي يخضعون إلى الحجر الصحي، وقد تم تسجيل 568 إصابة بالفيروس، وقد أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن إجمالي عدد الإصابات في دولة الإحتلال بلغت 38670 وإجمالي عدد الوفيات 362 حالة وفاة.
كورونا يتسلل إلى قادة جيش الإحتلال
كما دخل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى الحجر الصحي يوم الخميس الماضي عقب إصابة ضابط تواجد برفقته بفيروس كوفيد19.
كورونا يضرب أهم وحدة إستخباراتية
ليس هذا فحسب بل تفشى فيروس كورونا المستجد بين أعضاء وحدة 8200 الاستخباراتية المركزية الإسرائيلية المسؤولة عن معظم الإستخبارات في إسرائيل وهو ما كشفت عنه القناة 13 الإسرائيلية ، كما أشارت القناة ان هناك 100 شخص على الأقل بينهم ضباط وجنود أصيبوا بفيروس كورونا المستجد وأن هناك عدد كبير في العزل الصحي.
وعلق البروفيسور عمر كامل استاذ العلوم السياسية ومتخصص الشؤون الإسرائيلية بجامعة ارفورت الالمانية، أن تزايد أعداد المصابين في إسرائيل بفيروس كورونا وخصوصا في الجيش الإسرائيلي، فهو يعبر عن فشل سياسة إسرائيل وبالأخص بنيامين نتنياهو.
نتنياهو سبب الأزمة
وأضاف كامل أنه في بداية الموجة الأولى لفيروس كوفيد 19 في شهر مارس الماضي عرض جيش الإحتلال مساهمته في محاربة الفيروس التاجي، في ذلك الحين كان بنيامين نتنياهو منشغل في الانتخابات الإسرائيلية ، ولكن رفض نتنياهو هذه المساعدة خوفا أن وزير الدفاع نفتالي بينت ينجح في محاربة الفيروس وبالتالي يتصدر المشهد بأنه هو الذي أدار الأزمة بنجاح، وهو ما سوف ينعكس بشكل سلبي على نجاح بنيامين نتنياهو في الإنتخابات.
وتابع كامل أن نتنياهو اليوم يدفع ثمن نتيجة فشله في محاربة الموجة الأولى من فيروس كورونا، في نفس الوقت الذي تضرب فيه إسرائيل بموجة ثانية، أما بالنسبة لحالات الإصابة في الجيش الإسرائيلي، فقد تزايدت إلى الضعف خلال 10 أيام الماضية .
وأوضح كامل أن جيش الإحتلال الآن أمام تحدي كبير من الممكن أن ينجح في مواجهته في حالة واحدة فقط إذا كان هناك قيادة سياسية حكيمة، وهى غير متوفرة الآن في إسرائيل، لأن الإئتلاف الحكومي ضعيف.
وأضاف كامل أن الشارع الإسرائيلي منقسم بين متدينين منعزلين، وأصحاب الأعمال المستقلة العاطلين عن العمل و الذين خرجوا يوم السبت الماضي أكثر من 10000 شخص في شوارع تل أبيب بصرخة ضد فشل نتنياهو في إدارة الأزمة، وما يحدث الآن في الجيش الإسرائيلي هو متوقع ، فقط كانت مسألة وقت لكي تجد الكورونا طريقها إلى جيش الإحتلال.
كما علق أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس السيد أديب جودة الحسيني حول أزمة فيروس كورونا في الأراضي المحتلة ووصفها بأنها أزمة كارثيه ومقلقه في نفس الوقت ، قائلا نحن اليوم نعيش في الهجمة الثانيه من فيروس كورونا المستجد ، في المرحله الاولى التي شهدتها اسرائيل كان هناك قرارات صارمة من قبل الحكومه الاسرائيليه باغلاق جميع المدن من اجل السيطره على هذا الوباء الفتاك مما خلق اختلافات بين القاده في اسرائيل بين متجاوب مع الاغلاق وبين هم ضد هذا الاغلاق .
حياة الإنسان بلا ثمن في إسرائيل
وبالطبع من هم مع الاغلاق هم الذين يرون ان حياة الانسان هي فوق الاقتصاد ، اما الجانب الرافض للإغلاق فهم اصحاب المنافع الاستثماريه حيث شعر الاقتصاديون في دولة الاحتلال ان استمرار الاغلاق سيؤدي في النهاية الى كارثه اقتصاديه ففضلوا انعاش الاقتصاد على حياة الانسان .
فتقرر حينها فتح جميع المرافق في البلاد بالتدريج واليوم نحن نقف في وسط المرحله الثانية من جائحة كورونا والتي هي اكثر فتكا من المرحله الاولى .
القادة الإسرائيلين فشلوا في إدارة الأزمة
وما زالت الخلافات بين القادة الاسرائيليين قائمة والاصوات تتردد باعادة الاغلاق واصوات اخرى رافضه لقرار الاغلاق ، واصبح اليوم ومع الاسف القادة الاسرائيلين يرمون اللوم على المواطن المسكين بأنه هو المسؤول عن تفشي هذا الوباء بحجة عدم التقيد بالاجراءات الوقائيه التي تفرضها وزارة الصحه .
اما بالنسبة للجيش الاسرائيلي فلقد تم الاعلان عن بعض الاصابات في عدد من افراد الجيش في مواقع او قواعد عسكرية متعدده وتم حجر المخالطين للافراد المصابين .
في نهاية الامر اصبح معروف عند جميع سكان الدولة المحتلة بأن القادة الاسرائيليين يفضلون الاقتصاد عن الحياة البشريه حيث صدرت اصوات رافضه للاغلاق تقول علينا ان نتأقلم مع هذا الفيروس لكي نستطيع في الاستمرار في محاربة الداء والنجاة من الموت.