اجتماعية مقالات الكتاب

تطوير المناهج على ضوء أدوار وسائط التقنية

تعرف عملية تطوير المناهج بتلك التعديلات والتغيرات التي يتم إدخالها في عنصر أو أكثر من المنهج القائم بهدف تطويره ليكون متسقاً مع المستجدات العلمية والتربوية المتلاحقة وتلك الطفرات المتلاحقة التي تشهدها مناحي الحياة في الجوانب العلمية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية سعياً لخدمة وتلبية حاجات المجتمع المتغيرة، وقد أصبحت هذه العملية مهمة نظراً لأن بعض المناهج الراهنة لا تلبي طموحات وتوقعات طلابنا الذين يعيشون حضارة القرن الحادي والعشرين. لذا وفي ظل تحولات العولمة العميقة الراهنة وما يصاحبها من تطورات تقنية ومعلوماتية فقد أصبح ضرورياً إعادة النظر في مناهجنا التربوية وفق أسس جديدة ومختلفة.

وهنالك حزمة من الأسباب تدفع إلى عملية تطوير المناهج بصورة دورية منتظمة وفقاً للتغيرات والمستجدات العلمية والتربوية المتلاحقة محلياً ودولياً وعلى رأسها استبعاد أوجه القصور التي تبرزها نتائج التقويم لجدوى المناهج بين الفينة والأخرى لتصبح ذات فاعلية وكفاءة مطلوبة ومواكبة التطورات على صعيد العلوم المختلفة وخدمة متطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع وترقية العملية التربوية للانضمام لركب الحضارة الإنسانية والتفاعل معها ومجاراة نتائج البحوث والدراسات التي تقوم بها الجهات المعنية والباحثين المختصين في هذا الجانب وغيرها.

إن جائحة كورونا رغم فداحتها البشرية والاقتصادية والاجتماعية قد تركت لنا تجربة كبيرة من التعامل والاعتماد على الشبكة العنكبوتية في كثير من المعاملات لا سيما الجانب التعليمي التربوي ومواصلة أبنائنا تعليمهم رغم ضراوة الجائحة عبر الإنترنت بتلك الحصص والدروس التي كانوا يتلقونها وهم في بيوتهم من خلال النت on line أو البث المباشر أو العالم الافتراضي حتى أكملوا عامهم الدراسي ولله الحمد، لذا علينا الاستفادة من هذه التجربة ومواصلتها رغم تراجع الجائحة فلا ندري لا سمح الله حدوث أي جائحة أخرى، فينبغي ترسيخ التجربة من خلال استمراريتها وإدخال بعض المناهج الدراسية وواجبات التلاميذ والامتحانات في الشبكة on line بحيث أنه لو داهمتنا أي جائحة أخرى يكون أبناؤنا مهيئين وجاهزين للتعامل معها، وفي ذات الوقت وتفعيلاً لآلية المناهج يمكن النظر في إدخال دروس البرمجة لأطفالنا في المدارس حتى يمكنهم ذلك من اكتساب معلومات كثيرة وعديدة يمكن أن تشكل لهم إضافة في التطور التقني بل وتجعلهم مطورين تقنيين.

ختاماً فإن المدرسة والمؤسسات التعليمية الأخرى لم تعد الجهة الوحيدة في عالم اليوم المحتكرة لنشر المعرفة في ظل التطور التقني الذي يشهده العالم اليوم، فقد فرض عالم التقنية بكل قوة أمراً واقعاً في مناهج التعليم، حيث ينبغي استصحابه وتطويعه لخدمة العملية التربوية والتعليمية لتؤدي كافة أهدافها المنشودة.
باحثة وكاتبة سعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *