الدولية

مناورات في المتوسط.. وتحشيد لردع أردوغان

البلاد – خاص

تشهد منطقة شرق المتوسط قبالة وقرب ليبيا سباق “مناورات عسكرية” بين العديد من الدول، التي استفزها الإعلان التركي عن مناورات بحرية في المنطقة، في ظل مواصلة أنقرة التحشيد للعدوان على سرت، الذي اعتبرته مصر خطا أحمر، يمنحها الشرعية للتدخل العسكري المباشر، الأمر الذي تفهمته العديد من الدول الفاعلة في ملفي ليبيا وشرق المتوسط، وتمثل المناورات العسكرية في المنطقة ضربة جديدة لأردوغان من شأنها محاصرة أطماعه في ليبيا والمتوسط.

وفي تدريبات هي الأضخم، تنفذ القوات المسلحة المصرية المناورة الاستراتيجية التي أطلقت عليها اسم “حسم 2020” في المنطقة الغربية على الحدود مع ليبيا، التي يشرف عليها وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي، بمشاركة تشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.

وتضمن المناورة المصرية تدريبات جوية على تأمين أعمال قتال القوات وتقديم المعاونة الجوية بغرض القضاء على عناصر المرتزقة والميليشيات، وتنفيذ رماية لاستهداف مناطق تجمع تلك العناصر ومراكز القيادة ومناطق التكديسات والدعم اللوجيستية، إضافة إلى قيام طائرات الهليكوبتر بإبرار سرية صاعقة لتنفيذ إغارة على مركز قيادة مكتشف لعناصر المرتزقة وتدميره، كما جرى التدريب على أعمال المناورة والقتال الجوى والتعامل مع الأهداف ذات العمق البعيد، التي تتطلب التزويد بالوقود في الجو، وتنفيذ رمايات الدفاع الجوى والمدفعية.

وبجانب مشاركة قوات من أفرع المدفعية والدبابات والدفاع الجوي، فضلا عن تنفيذ أعمال الفتح الاستراتيجي للقوات البرية، والقوات الخاصة من المظلات والصاعقة، تم تنفيذ عملية برمائية ناجحة للقوات على الساحل في منطقة حدودية على الاتجاه الاستراتيجي الغربي.

في غضون ذلك، تجري فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص مناورات بحرية مشتركة في المتوسط، وذكرت صحيفة “فاينينشال ميرور” التي تصدر في قبرص أن المناورات تنفذ في المنطقة البحرية قبالة ليماسول، في إطار التعاون الإقليمي في مجال الدفاع والأمن الذي وافقت عليه الدول الأربعة.

وتأتي المناورة في ظل تصاعد التوتر بين الدول الأربعة مع تركيا في منطقة شرق المتوسط وعلى خلفية تدخل أنقرة في ليبيا.

وسبق للولايات المتحدة الإعلان عن عزمها إجراء تدريبات عسكرية مع قبرص، ستكون الأولى بعدما أنهى الكونجرس الأمريكي، العام الماضي، حظرًا استمر عقودًا على بيع الأسلحة للجزيرة المتوسطية التي تحتل تركيا ثلثها الشمالي، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: إن بلاده ستقوم للمرة الأولى بتمويل تدريبات عسكرية لقبرص كجزء من العلاقة الأمنية الآخذة في التوسع بين البلدين.

وبحسب مراقبين، فإن من شأن تلك المناورات العسكرية أن تحاصر أطماع الرئيس التركي، بينما دعا الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، الاتحاد الأوروبي، إلى التفكير في المشكلات التي قد تنشأ حال غض الاتحاد الطرف عن وقاحة تركيا، وقال: إن تركيا “مثيرة للمشاكل” وتسعى إلى السيطرة على شرق البحر المتوسط والسيطرة على عدد من الدول في هذه المنطقة

ويدرس الاتحاد الأوروبي في اجتماع افتراضي سيجرى بعد غد الاثنين، فرض عقوبات جديدة على أنقرة تُضاف إلى الخطوات التي اتُخذت بسبب عمليات التنقيب التركية في المنطقة الاقتصادية التابعة لقبرص، بعدما فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا للسفر وتجميدًا للأصول على شخصين في فبرايرالماضي، لدورهما في عمليات التنقيب التركية في المنطقة الاقتصادية البحرية لقبرص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *