بيروت – البلاد
غضب عارم يسود معظم المناطق في لبنان، بعدما غرقت في ظلمة دامسة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، خلال الأيام الماضية، وعمد المواطنون إلى استخدام الشموع لإنارة منازلهم، بعد ساعات طويلة من التقنين، ما دفع أصحاب المولدات أيضا إلى إيقافها؛ بغية تشغيلها وفق برنامج متقطع.
ويرى المواطنون أن لبنان يرزح تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة بسبب السياسات الخاطئة لحكومة “حزب الله”، من أزمة كهرباء تفاقمت مؤخرا مع تدهور الوضع الاقتصادي والعملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي، الذي تجاوز سعره 9 آلاف ليرة، فيما بلغت خسائر مؤسسة كهرباء لبنان ملياري دولار سنويًا، مما يمثل ضغطًا كبيرًا على المالية العامة للدولة، المنهكة أصلًا، في بلد بات 50% من سكانه يعيشون تحت خط الفقر، وطالت البطالة فيه أكثر من 35% من القوى العاملة.
وأخيرا تعثّر دعم صندوق النقد الدولي للبنان، وتوقفت المفاوضات بين ممثلي الصندوق والحكومة اللبنانية عمليًا، فيما يبدو البلد المأزوم كأنه يستجدي دعمًا من دون أي نية للقيام بإصلاحات، لم يعد التغاضي عنها خيارًا.
واستقال مستشار وزارة المالية هنري شاوول، ومديرها العام آلان بيفاني، العضوان في الوفد اللبناني المفاوض لصندوق النقد الدولي الشهر الماضي، بسبب “غياب إرادة حقيقية للإصلاح”، في إشارة إلى عجز حكومة حسان دياب الموصوفة بأنها “حكومة حزب الله” عن القيام بأي إجراءات إصلاحية حقيقية يشترطها الصندوق والمؤسسات المالية الدولية لمساعدة لبنان.
ويرى الخبير الاقتصادي ناصر ياسين أنه لا توجد نية سياسية للإصلاح من قبل “حكومة حزب الله” التي لا تجتهد في إجراء إصلاحات جدية على الرغم من تحت ضغط صندوق النقد أو الدول المانحة أو ضغط الشارع، مقابل أن يبقى وضع البلد مترنحًا من دون أن ينهار لضمان عدم خسارتهم كل شيء”.