المدينة المنورة – محمد قاسم
لأول مرة منذ العهد النبوي، أقيمت صلاة الجمعة أمس في مسجد “الجمعة” ، بعد الانتهاء من مشروع ترميمه من قبل هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة بالشراكة مع برنامج إعمار المساجد التاريخية وفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة.
ويكتسب مسجد الجمعة مكانة خاصة في التراث الإسلامي؛ إذ ارتبطت نشأته بهجرة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنـورة؛ حيث أقام عليه الصلاة والسلام في قباء أربعة أيام حتى صباح يوم الجمعة الموافق 16 من شهر ربيع أول من العام الأول من الهجرة ، ثم خرج صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى المدينة المنورة، وعلى مقربة من محل إقامته بقباء أدركته صلاة الجمعة فصلاها في بطن (وادي الرانوناء)، وقد حدّد المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة، وسمي بعد ذلك بمسجد الجمعة.
ولمسجد الجمعة العديد من المسميات، إذ يطلق عليه اسم مسجد الجمعة, ويسمى أيضاً مسجد الوادي، كما يطلق عليه اسم مسجد عاتكة، ومسجد القبيب نسبة إلى المحل الذي بُني فيه.
وقامت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بإعادة بنائه وتوسعته, وفق تصميم هندسي جميل، وضاعفت مساحته، في حين أمر الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله – عام 1409هـ بهدم المسجد القديم وإعادة بنائه وتوسعته وتزويده بالمرافق والخدمات اللازمة, وافتتح المسجد عام ١٤١٢هـ وأصبح يستوعب 650 مصلياً، بعد أن كان لا يستـوعب أكثر من سبعين مصليًا.