الدولية

خامنئي قاتل.. وعمل مليشياته باطل

بغداد – البلاد

اجتاح غضب عنيف ساحة التحرير وسط بغداد، أمس (الأربعاء)، على خلفية مقتل الباحث والمحلل السياسي هشام الهاشمي، إذ رفع لمتظاهرون صور القتيل، ولافتات وصورا لمرشد إيران علي خامنئي، ملطخة بالدماء، ومكتوب عليها عبارة “خامنئي قاتل وميليشياته أهل الباطل”، في ظل غضب عارم تجاه إيران، التي تشير أصابع الاتهام إلى تورط مليشياتها في قتل الهاشمي، بعد التهديدات التي تلقاها من “حزب الله” العراقي، بسبب انتقاده اللاذع للتدخل الإيراني في العراق وسيطرة مليشياتها على مفاصل الدولة.

وفيما توالت بيانات الإدانة المحلية والدولية للمتورطين في قتل الهاشمي، صدرت مطالبات رسمية وشعبية واسعة بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، خاصة وأن حادثة الاغتيال فتحت ملف ما يسميه العراقيون “عصابات اللادولة”، في إشارة إلى الميليشيات الموالية لإيران التي تعمل خارج إطار الدولة وتُتهم بسلسلة طويلة من عمليات القتل والاعتداء التي طالت ناشطين في الحراك الشعبي الذي شهده العراق منذ أكتوبر الماضي، حيث اُغتيل عشرات الناشطين أمام منازلهم، ولم تتمكن السلطات من كشف الجناة.

وأكد مراقبون، أن اغتيال الخبير الأمني والسياسي هشام الهاشمي ليس سوى رسالة موقعة بالدم ومكتوبة بالرصاص، موجهة إلى رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الذي تحرك في الآونة الأخيرة لاستعادة الدولة العراقية من الميليشيات، وعمل بالتوازي على وقف مصارف الفساد وسدّ مجاريها، مشيرين إلى أن الكاظمي المتحرر من أعباء الإيديولوجيا وأذرعها الميليشياوية، متطلع لاستعادة الهوية والسيادة العراقية، غير أن ذلك لا يروق لإيران وميليشياتها، لهذا يتعرض لحملة شيطنة شعواء، من ضمنها الحملة على الهاشمي قبل اغتياله باعتباره من أشد المؤيدن لخطوات الكاظمي التصحيحية لبتر أذرع طهران وكف يدها عن أجهزة الدولة.

وقال المحلل السياسي غريب الرنتاوي، إن الهاشمي قبل اغتياله بأيام بشّر بولادة كتلة برلمانية، قد تشكل حاضنة للكاظمي ومشروعه، فالرجل بلا كتلة، وهو جاء إلى موقعه من الصحافة والمخابرات، ولقد صدقت مصادر الهاشمي وتشكلت الكتلة بأكثر من 30 نائبا، ما شكل خطرا على الهاشمي وأدى لاغتياله.
ويرى الرنتاوي أن خيوط جريمة اغتيال الهاشمي وأصابع الاتهام تتجه إلى إحدى الميليشيات الموالية لإيران، التي لم يَكُف عن انتقادها في الآونة الأخيرة، خاصة وآخر ما كتبه كان عن الحشد الشعبي؛ مكوناته وكياناته واتجاهاته وولاءه وهياكله التنظيمية والإدارية وأعداده وتوازناته.

إلى ذلك، أعلن مسؤول عسكري أمريكي رفيع أن واشنطن ستساعد رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي، ملمحا إلى أن هناك قرارا عراقيا مرتقبا لبقاء القوات الأمريكية في العراق لمساعدته على استعادة الدولة ومواجهة الإرهاب.
وأشاد قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكينزي، بالكاظمي قائلا “لقد اتخذ خطوات مهمة لمواجهة الميليشيات ذات الصلة بإيران، مضيفا أن الولايات المتحدة يجب أن تبقى صبورة في الوقت الذي يتحدى فيه الكاظمي المجموعات ذات النفوذ العسكري والسياسي الهائل، مثنيا على شن الكاظمي لأول مرة مداهمة في أواخر يونيو الماضي على ميليشيات “حزب الله” العراقي الموالية لإيران، والتي تتهم بشن هجمات صاروخية متكررة على مقرات حكومية ومصالح أمريكية في العراق. وقال إن الكاظمي يسير في حقل ألغام، ويتوجب علينا مساعدته.

فيما حثت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، على أهمية الإبلاغ عن أنشطة الحرس الثوري الإيراني في الدول العربية، والذي يمول جماعات ترتكب “جرائم بشعة” ضد المدنيين من خلال وكلائه في الشرق الأوسط.
ونشرت الخارجية الأمريكية عبر حسابها في “تويتر”، والحساب الرسمي لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لها، أرقام هواتف محددة يمكن التواصل معها من خلال واتساب أو تلغرام، للإبلاغ عن أية معلومات تتعلق بتمويل ميليشيات إيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *