بغداد – البلاد
اتهم تقرير أمريكي الميليشيات العراقية الموالية لإيران بقتل المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي، الذي كان دائم الانتقاد لدور طهران المُخرب في بلاده، واصفا ما حدث بأنه مخطط اغتيال يسير ببطء ويستهدف كل من ينتقد إيران في العراق.
وكشف تقرير صحيفة “واشنطن بوست”، أن الهاشمي كان هدفا بارزا للميليشيات التابعة لإيران منذ فترة رئاسة عادل عبدالمهدي، وقد تعرض لتهديدات جدية من هذه الميليشيات، واصفة مقتله بالخسارة الجسيمة في الحرب على الإرهاب، حيث يُعتبر أحد أبرز الخبراء الدوليين المحللين المنتقدين لتنظيم “داعش”، ولديه العديد من الأبحاث المهمة في هذا الشأن، وقدم إسهامات كبيرة للحكومة العراقية. وقال التقرير إن قتل الميليشيات الإيرانية للهاشمي، جاء ضمن مخطط ممنهج يستهدف كل من ينتقد إيران في العراق.
وكان الباحث العراقي، والمحلل السياسي البارز هشام الهاشمي قُتل بالرصاص ليلة الثلاثاء أمام منزله بمنطقة زيونة في بغداد، من قبل مسلحين ترصدوا له، بعد عودته من مقابلة تلفزيونية تحدث فيها عن خلايا الكاتيوشا التي تستهدف مقرات حكومية عراقية وسفارات أجنبية، والمحمية من الميليشيات والأحزاب الموالية لإيران، كما كان من المؤيدين للغارة غير المسبوقة التي أمر بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على ميليشيات “حزب الله” العراقي الموالية لإيران، بعد وجود أدلة على أنهم كانوا يخططون لهجمات جديدة. وعبر الهاشمي عن آرائه في وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتلقى بسبب ذلك المزيد من التهديدات بالقتل من الميليشيات الإيرانية.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، إن العراق لن ينام قبل أن يخضع قتلة المحلل الأمني والمستشار السابق في الحكومة العراقية هشام الهاشمي للقضاء بما ارتكبوا من جرائم. وأضاف الكاظمي، وفقا لوكالة الأنباء العراقية: “من تورّط بالدم العراقي سيواجه العدالة ولن نسمح بالفوضى وسياسة المافيا أبدا”.
وأردف الكاظمي قائلا “لن نسمح لأحد أن يحول العراق إلى دولة للعصابات. وغصة اغتيال الهاشمي لم تفارقنا إلا أن واجبنا كقادة للدولة أن نحوّل الحزن والأسى الى إنتاج وإنجاز مباشر”. وتابع يقول “إننا مسؤولون والإجابة الوحيدة التي يتقبلها منا الشعب هي الإنجاز والإنجاز فقط”، موجها بإطلاق اسم الهاشمي على أحد شوارع العاصمة بغداد، وأكد أن الشعب العراقي يستحق أن يبذل من أجله المزيد من العمل الحقيقي، وآن الأوان لأن يظهر الإنجاز والعمل.
إلى ذلك، نشر زعيم تيار “مواطنون العراقي”، غيث التميمي، عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، أمس، محادثة جرت بينه والخبير الأمني هشام الهاشمي قبل تعرضه للاغتيال، تكشف تلقي الأخير تهديدات بالقتل من ميليشيات “حزب الله” العراقي.
وطلب الخبير الراحل النصح من غيث التميمي بشأن التعامل مع تلك التهديدات، وفقا للتميمي، الذي كتب على “تويتر: “كما وعدت وفاءً لك يا هشام، لن أسكت وأشترك في قتلك عن طريق إخفاء الأدلة عن الرأي العام”. وطالب التميمي رئيس الوزراء العراقي باتخاذ الإجراءات المناسبة، قائلًا: “الأخ الكاظمي مسؤوليتك الآن، ولدينا مزيد”.
وقرر مجلس القضاء الأعلى العراقي، أمس، تشكيل هيئة تحقيقية تختص بجرائم الاغتيالات، مبينا أنه “تقرر تشكيل هيئة تحقيقية قضائية من ثلاثة قضاة وعضو ادعاء عام تختص بالتحقيق في جرائم الاغتيالات في العاصمة بغداد وفي بقية المحافظات وبالتنسيق مع وزارة الداخلية”.
وبدورها، أصدرت وزارة الداخلية العراقية بيانا، حول ملابسات اغتيال الباحث هشام الهاشمى، مؤكدة تشكيل لجنة تحقيق فى الحادث برئاسة وكيل وزارة الاستخبارات العراقية.
وأدان رئيس العراق، برهم صالح اغتيال الهاشمي، ووصف في تغريدة على “تويتر” الاغتيال بالجريمة الخسيسة التي تستهدف الإنسان العراقي وحقه في الحياة الحرة الكريمة، وأضاف أنه “أقل الواجب الكشف عن المجرمين وإحالتهم الى العدالة، لضمان الأمن والسلام لبلدنا، كما أدانت جامعة الدول العربية، اغتيال الهاشمي وطالبت الحكومة العراقية بملاحقة الجناة، معربة عن دعمها لجهود الكاظمي لحصر السلاح بيد الدولة، فيما أدان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي العمل المشين والغادر.