الرياضة

كرة الثلج تكبر.. والنادي في خطر

جدة – فريق التحرير

بدأت الخلافات تنهش في جسد الأهلي، وبات مسؤولوه يتقاذفونه يمنة ويسرة، وأصبح لاعبوه للبيع، ومتاحين على قارعة الطريق.. تقتات الميديا بأخباره.. الخلافات تكبر والهوة تتسع بين الإدارة الرسمية للنادي، والإدارة المشرفة على الفريق؛ لذا يجب على عشاق الأهلي الأصليين، والباقين من كباره أن يكون لهم وقفة فعلية؛ لإعادة الاتزان للنادي العريق، الذي كان مضرب المثل في الاستقرار الإداري والنموذجية والاحترافية؛ حتى عهد قريب، ويعيدوا الكيان لجادة الطريق.. لا أن يقفوا متفرجين من بعيد، ويتركوا من يعبث به؛ ليعلم كل واحد حجمه بالنسبة للأهلي، بعد أن عانى طوال العام الحالي من الخلافات الدائمة بين الإدارة السابقة برئاسة المهندس أحمد الصائغ، والمشرف العام على فريق القدم الأمير منصور بن مشعل.. رحل الصائغ ثم خلفه الرئيس الحالي عبد الإله مؤمنة.. المصادر تؤكد أن هناك عدم توافق وخلافات، لكنها لازالت حبيسة تحت الرماد…” البلاد” حسب مصادرها الخاصة، تكشف بعضا من خفايا الأهلي ومستجداته.

شرارة الخلاف
كانت الشرارة الأولى للخلاف بين إدارة عبدالإله مؤمنة، وبين المشرف العام على الفريق الأمير منصور بن مشعل، عبارته الشهيرة” كرة القدم خط أحمر” حيث رأى مؤمنة أن هذا تدخل في صلاحياته كرئيس للنادي ومسؤول مسؤولية مباشرة أمام وزارة الرياضة، ومن غير المعقول أن يكون رئيس النادي أمامه خطوط حمراء، لكنه مرر ذلك في حينه، دون تعليق، وإن كان قد ألمح لعدم رضاه عن ذلك في أحد لقاءته الإذاعية، وحاول التبرير بمبررات تدل على أنه ليس راضيا، لكنه لم يسهب كثيرا، وحاول تمييع الأمر، رغم أنه أوصل مايريد، وهو عدم رضاه.

تجديد عقود ومستحقات
مع اقتراب عقود عدد من اللاعبين من الانتهاء؛ كياسر المسيليم وعبدالفتاح عسيري وسلمان المؤشر وآخرين، وكذلك مستحقات بعض اللاعبين؛ بدءًا من محمد العويس والبرازيلي سوزا والجزائري يوسف بلايلي وغيرهم من اللاعبين، تفاجأت الإدارة بصمت المشرف، وعدم تحركه وهو الذي قال: إن كرة القدم خط أحمر؛ رغم خروج بعض اللاعبين للحديث عن عقودهم ومستحقاتهم، ما جعل الإدارة تتحرك؛ لإيجاد حل لهذه المعضلة، لاسيما بعد قرار عودة الدوري، ووجود أمور عاجلة، من تمديد عقود وعودة اللاعبين والجهاز الفني من خارج المملكة، لكن كل ذلك تحملته الإدارة في ظل غياب المشرف عن الحضور للنادي منذ عدة أشهر، وترك الإدارة تصارع الأمور وحيدة، وهو مازاد من الخلاف وعدم التفاهم.

استقالة نور
كانت استقالة أحمد نور المدير التنفيذي للنادي، وتعيين طريف حلواني بديلا عنه، القشة التي قصمت العلاقة بين الطرفين”الرئيس والمشرف”؛ حيث رفض المشرف تعيين حلواني، ورشح شخصا آخر- وبحسب ماتؤكد مصادر خاصة- أنه خال أحد المقربين منه، ويسكن خارج جدة، وهو مارفضه مؤمنة؛ بحجة أنه رئيس النادي والمسؤول إداريًا، وأن صلاحيات المشرف، تبقى في حدود كرة القدم فقط، وهذا ماجعل كرة الثلج تكبر بينهما، والهوة تتسع والأمور تتأزم، والأزمة المالية تخنق الإدارة في ظل مطالبات عدد من اللاعبين بمستحقاتهم، وانتهاء عقود آخرين.

نجاح زيد أغضب البعض
لم يقف الأمر عند حد الاعتراض على منصب المدير التنفيذي للنادي، بل وصل للمركز الإعلامي ومديره فيصل زيد، الذي يشعل منصب المتحدث الرسمي للنادي؛ حيث كشفت مصادر أن هناك خلافات حول بقائه، فالرئيس مقتنع بعمله ويرغب في استمراره، ويشهد الجميع على التطور الكبير الذي ظهر به المركز رغم الفترة القليلة منذ تولي زيد، وتوقف النشاط الرياضي بسبب جائحة كورونا، وكيف كان المركز متوهجا ومواكبا للأحداث، لكن الطرف الآخر لايريده، ويريد تعيين مدير آخر مقرب منه، وكأن النادي بات أملاكا خاصة ومحاصصة بين المقربين وأصدقائهم.

إبعاد محروس
رغم أن نقطة الخلاف التي منعت مؤمنة من تولي الرئاسة قبل الصائغ، هي رفضه لفرض محروس عليه من قبل المشرف يومها، وعندما أُعفي الصائغ، وقبل مؤمنة بمحروس نائبا، طالب المشرف بإبعاده لأسباب غير معروفة.

قرض مالي وعودة الشرفيين
بعد أن وصلت الأمور لطريق مسدود بين الطرفين، وشحت الموارد المالية، فكرت الإدارة في الحصول على قرض مالي بضمان من وزارة الرياضة، لكنها تراجعت بعد أن وجدت أن اللوائح لاتسمح بذلك، ولهذا استنجدت الإدارة بالشرفيين، وبالفعل لبى الشرفيون النداء وبدأوا في التواصل فيما بينهم؛ حيث من المتوقع أن يلتقوا في اجتماع خاص قريبا؛ لحل الكثير من الأمور التي تعصف بالنادي، وفي مقدمتها، المحافظة على اللاعبين المنتهية عقودهم، وسداد المستحقات المتأخرة.. ومن الشرفيين المتوقع عودتهم؛ الأمير بدر بن فهد، والأمير فهد بن خالد، والدكتور عبدالرزاق أبو داوود، وأحمد عيد، وطارق كيال، وأحمد المرزوقي، وسفيان باناجه، وفهد عيد، ولازالت المحاولات قائمة لإقناع عدد آخر من الشرفيين البارزين بالعودة؛ حيث من المتوقع أن تشكل لجنة من كبار رجالات النادي البارزين لمتابعة عمل الإدارة ومساندتها والوقوف بجانبها، والتعاون معها لإيجاد مصادر دخل للنادي؛ من عقود رعاية وغيرها.

المطالبة بتعديل نظام الجمعية
بعد استغلال بعض أعضاء الجمعية العمومية الذهبيين للوائح التي أقرت مؤخرا، في التحكم بالأندية وتعيين الرؤساء الذين يريدون وفق الأصوات التي يملكونها والتحكم بقراراتهم؛ بحجة أنهم من دعمهم للوصول لكرسي الرئاسة، ما سبب خلالا داخل الأندية وتداخلا في القرارات، فانعكس على عملها ولهذا يسعى الشرفيون الأهلاويون للمطالبة مع عدد من الأندية بتغيير النظام من خلال وزارة الرياضة، التي لاتمانع – حسب المصادر- في مراجعة وتغيير القرار، بآخر يمنح جميع أعضاء الجمعية الحق في اختيار الإدارة والمساهمة في التصويت على انتخابها بدلا من وضع الأمر في يد شخص أو اثنين أو ثلاثة.

آخر العلاج.. الكي
بعد أن تأزمت الأمور بين الطرفين، بدأت لجنة من أعضاء الشرف في الاجتماع بأطراف الخلاف؛ حيث عقدت أمس الأول اجتماعا مع مؤمنة، واستمعت لوجهة نظره، وسوف تجتمع خلال الساعات القادمة بالمشرف؛ للاستماع لوجهة نظره هو الآخر، لمحاولة تقريب وجهات النظر بينهما، وفي حال عدم نجاحها في ذلك، فسوف ترفع تقريرا لوزارة الرياضة؛ لاتخاذ ماتراه مناسبًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *