رغم جائحة كورونا وما تركته من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية إلا أننا لا نختلف في الأمور الإيجابية التي تمخضت ونتجت عن كوفيد-١٩ ، فكثير من المفاهيم والسلوكيات والقيّم والأنظمة تغيّرت ، إذ شهدت الأنشطة التجارية تحولاً جديداً في التعاملات المالية فقد ألزم البرنامج الوطني لمكافحة التستر بالتنسيق والتعاون بين وزارة التجارة ووزارة الشؤون البلدية والقروية ومؤسسة النقد العربي السعودي ، كافة البقالات والتموينات بكل مناطق المملكة بتوفير الدفع الإلكتروني وذلك وفقاً للقرار الذي بدأ في 10 مايو الماضي وينتهي في أغسطس القادم، وبذلك تصبح جميع منافذ البيع لكل الأنشطة التجارية في المملكة ملزمة بتوفير وسائل الدفع الإلكتروني.
ولا شك أن توجه تطبيق وسائل الدفع الإلكتروني على البقالات والتموينات يأتي في إطار الجهود لتمكين المستهلك من استخدام تلك الوسائل في جميع منافذ البيع والتقليل من تداول النقد ، كما يأتي هذا القرار متوائماً مع الخطوات والإجراءات الاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة والمتخذة لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)وحرصاً على سلامة المواطنين والمقيمين.
والواقع قد يعتقد البعض أن التعامل النقدي مع وجود الجائحة أمر عادي، ولكنه في حقيقة الأمر قد يشكل معاناة ووسيلة للإصابة بالفايروس إذ أنه لا يعرف عن نظافة النقود الورقية ومدى خلوها من الفيروسات والجراثيم ، فالأولى خلال هذه الفترة أن يحرص الفرد على التعامل إلكترونياً لأنه بعد أيام سيصبح إجباريًا.
وتناولت عدة تقارير صحية عالمية ، إن احتمالية انتقال عدوى كورونا عن تداول النقود الورقية واردة في حال لمسها من قبل مصاب تعامل مع افرازات أنفه أو رذاذ فمه ولامس تلك النقود وقدمها للآخرين ، لذا ينصح بضرورة الحفاظ على نظافة اليدين وتجنب لمس الكثير من الأسطح الخارجية وتعقيم الأيدي بعد لمس النقود الورقية.
ومن الطرائف التي ارتبطت بهذا الموضوع قيام امرأة صينية تدعى “لي” تعيش في مقاطعة جيانجسو بوضع 3،125 يوان صيني أو ما يعادل 450 دولارًا أمريكيا في الميكروويف في سبيل تعقيمها ، وفي غضون أقل من دقيقة بدأت المرأة في شم رائحة شيء ما حرق داخل الميكرويف.
فتحت “لى” الميكرويف، ولكن بعد فوات الأوان، حيث تحولت الأوراق النقدية التي وضعتها في الميكروويف إلى اللون الأسود، مما يجعل من المستحيل استخدامها على الإطلاق، هرعت ” لي” إلى بنك قريب لطلب المساعدة، ونظرا لأن الأوراق النقدية كانت مشوهة جدًا،كان لدى موظفي البنك تخوف من أن تكون هذه الأموال مزورة، ولكن موظف البنك عاد إلى الأرقام المسلسلة على الأوراق النقدية، وتبين له أنها صحيحة، فقدم البنك لـ “لى”، عملات بديلة.
فخلاصة القول ، احرصوا على الدفع الإلكتروني وتجنبوا الكاش قدر الإمكان ، وارتداء الكمامة ، والتباعد الإجتماعي.
وسلامة صحتكم
shahm303@hotmail.com
