يشهد العصر الراهن العديد من التطورات المتسارعة والتغيرات المتلاحقة نتيجة الانفجار المعرفي وثورة المعلومات والاتصالات ولعل استمرار التقدم العلمي والتطور التقني الذي حققته البشرية في مختلف المجالات يتطلب النظرة المتجددة للأشياء وتوليد الأفكار الجديدة وتشجيع الإبداع، خاصة الإبداع الإداري الذي يتمثل في القيام بإجراء تحسين فائق في الاستراتيجيات أو الإجراءات أو السياسات وأدوات وأساليب العمل ومراجعتها من وقت لآخر لضمان جودة العمل.
ويرى روجرز Rogers أن الإبداع الإداري هو كل عملية يتولد عنها ناتج جديد نتيجة التفاعل بين الأفراد في المنشاة أو المنظمة من خلال استخدام أسلوب جديد يحقق التميز والتفوق ويعطي مرونة أكبر في المنشأة. ويتجلى الإبداع الإداري في أنماط التطوير في أساليب الإدارة ، وقد يتمخض عن ذلك إعادة تأهيل الهيكل التنظيمي الأمر الذي يساعد على عملية الإبداع في جميع الوظائف.
لقد أثبتت الدراسات أن الإبداع المهاري التقني هو المهم في نظر المختصين وأساسه الإبداع التنظيمي ومتى كانت المنشأة تعاني من القصور الذاتي تنظيمياً فلا يمكنها أن تقتحم مجالات الإبداع التقني أو تطور أساليب أدائها . إنه قد آن الأوان لأن يتبنى المجتمع الشباب الذين يتمتعون بالمهارات التقنية ويساعدهم ويحفزهم ويدعمهم على إطلاق إبداعاتهم في هذا المجال نظراً لأن المجتمعات تتجه صوب العالم الافتراضي Virtual World الذي هو عبارة عن مجموعة من المستخدمين الذين يمثلون شخصيات افتراضية ضمن بيئة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد ويعتمدون على المحاكاة الحاسوبية كوسيلة للتخاطب والتواصل مع الأشخاص الموجودين في هذا العالم ، كما على الإدارة الإبداعية في كافة المؤسسات أن تسعى جاهدة إلى التوصل للمهارات التقنية لأولئك الشباب وتدعمها وتوظفها بالشكل المطلوب بغية الاستفادة منها واستنباط كل إبداعاتها وابتكاراتها وتسخيرها لتحقيق الأهداف المنشودة.
وللوصول إلى تفعيل اهتمام الإدارة بالجانب الإبداعي للعقول المبتكرة بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة للمجتمعات فيلزم أن تكون هنالك إدارة حاضنة للإبداع المعرفي أو “بنك الأفكار” لدعم وتشجيع المبدعين وأصحاب المهارات التقنية وتبني أفكارهم الإبداعية وتطويرها وتطبيقها على صعيد الأداء بجانب أهمية توفير بيئة ملائمة لنمو الأفكار الخلاقة الجديدة والتخلص من الروتين في التعامل ورعاية الأفراد في المنِشأة لا سيما المبدعين منهم باعتبارهم قوة بشرية للتطوير والعناية بتعلمهم وغيرها من الجوانب التي يمكن من خلالها الاعتماد على كوادر إبداعية قادرة على تحقيق كافة أهداف المؤسسات على أرض الواقع وتحقيق الأهداف المنشودة .
باحثة وكاتبة سعودية
أتفق معكم في مقترحكم بأنه : (يلزم أن تكون هنالك إدارة حاضنة للإبداع المعرفي أو “بنك الأفكار” لدعم وتشجيع المبدعين وأصحاب المهارات التقنية وتبني أفكارهم الإبداعية وتطويرها …. الخ.)
وذلك أسوة بالدول المتقدمة صناعي وتكنولوجيا .. وكان أحد أهم أسباب تقدمها هو الإهتمام بمجال الإبداع والمبدعين ونتاج ما قدمته في هذا المجال ووفرته سواء لجهة البيئة الحاضنة ، أو لجهة المناخ التطويري العام .
مقالة رائعة لما تحمله من أفكار ومفترحات قيمة.
دمتم رائعين ومبدعين.
فعلا فالعصر الراهن او ما اسميه التقلبات التطور العلمي البشري في كافة مستوى المجالات. وبالاخص الابداع الاداري فعندما نمزج الابداع الاداري مع التقتني يتولد مهارة جديدة بحيث يعطي مرونه للمنشاة باسلوب جديد يحقق التميز ونظرة جديدة عن البقية