رياضة مقالات الكتاب

أندية تعمل.. وأخرى تترنح

شهر أو أقل تقريبا يفصلنا عن عودة الركض داخل الملاعب السعودية؛ لتعلن عودة استكمال دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وعودة الحياة لكرة القدم مرة أخرى، والتي توقفت إجباريا مع جائحة كورونا. هذه العودة لن تكون بالأمر السهل؛ لما يترتب عليها من حرص واحترازات عالية الجودة وخصوصا من الناحية الصحية فكل المجتمع الرياضي حريص على أن تكون متوافقة مع عودة الحياة الطبيعية في وطننا الغالي، وأن يكون وسطنا الرياضي مثالا ونموذجا لتفعيل المعايير الصحية على الوجه المطلوب.

كما أن مدة استكمال الدوري قد تكون قليلة مع ما هو متعارف عليه خلال السنوات الماضية، فلك أن تتخيلأن 8 جولات سوف تلعب في شهر وخمسة أيام، وهذا سيكون مرهقا وتحديا خاصا على جميع الأندية، فلجنة المسابقات كانت مجبورة على هذه الجولة في ظل هذه الظروف، وأيضا من أجل ترك مساحة كافية لانطلاق الموسم المقبل في شكل مميز. هذا التحدي قد يجعل الأندية في سباق مع الزمن؛ من أجل إعداد فرقها بالشكل الذي يضمن تفوقها، ويضمن القدرة على تحقيق تطلعاتها ورغبة جماهيرها ، ولكن من خلال متابعتنا لاستعداد الأندية، نجد أن هناك تباينا غريبا ومثيرا،

في هذا الإعداد والتحضير الجيد؛ لاستكمال المنافسة فنجد أندية لديه استشعار تام بقيمة الوقت من جهة والقدرة على وضع الجدول الزمني المناسب لمرحلة الاستعداد من جهة أخرى، وهناك أندية مازالت في غيابة الجب، وترى هناك وقت كاف للحاق بعملية الإعداد، وأنها مازالت تمتلك المقومات اللازمة لهذه العملية، وهناك أندية مازالت في مرحلة اللاوعي، ولم تستيقظ بعد من مرحلة التوقف، وكل تركيزها فيما يدار خارج الملعب، وتركت الإعداد للقدر وظروفه ومتقبلة للنتائج؛ مهما كانت قسوتها ووضعت القدرة على إدارة الأزمات جانبا وتفرغت للمشاهدة.

وهنا يجب القول إن فترة الإعداد هذه تختلف تماما عن أي فترة سابقة فهي تحتاج مجهودا كبيرا جدا مختلفا في المعايير عن أي فترة إعداد سابقة؛ سواء على المستوى البدني أو الفني أو الذهني أو الإداري وأن معيار النجاح لهذا الإعداد والقدرة على قياسه، سيكون خلال ثماني جولات فقط، وهنا تكمن صعوبة التعويض والقدرة على اللحاق، فهنا إما أن تكون أو لا تكون.. ومن وجهة نظري
أنه سيظهر فارق كبير بين الأندية، فسنجد أندية متفوقة وتسير بخطى ثابتة وسنجد أندية أخرى مترنحة ستكتفي بالتواجد في المنتصف؛ لاستكمال المنافسة وهناك أندية ستستوعب المرحلة، ولكن بعد انتهائها، وفي ذلك الوقت سنكون مستمعين جيدين لكمية الأعذار، التي ستظهر لتعليل مصيبة الإخفاقات والمقدرة على إيجاد المبررات.

بقعة ضوء
صحيح أن هناك أندية بذلت مجهودا جبارا، وصرفت مبالغ كبيرة من أجل عودة أجهزتها الفنية ولاعبيها الأجانب.. هذه الأندية نقف احتراما لها على حرصها ورغبتها في التميز، كما لابد من الإشارة إلى المجهود المميز الذي تقوم به إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في تسيير عدد من الرحلات الخاصة لعودة بعض اللاعبين الأجانب لأنديتهم. فكل الشكر لهذا الاتحاد على هذه الخطوة.
@atif_alahmadi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *