•• رغم ظروفه، ومتغيرات واقعه، يظل الاتحاد الشغل الشاغل للجميع..!وحتى فرحة جحافل جماهيره وبما يؤول إليه من نتائج لا تليق بمقامه عادت تتقاطر تخطفنا بهيفاء الكرة الاتحادية، وصناعة لفتة الحسم النافذة، التي تنسدل بالملامح والعينين. تلك الفرحة التي ترسم لقلوبهم الولهى به في الألوان بُعدًا لا تقوى عليه الصفحات فتحدث انسجامًا بين الحبِّ..والحبِّ!!
•• وخلاف كل(انتماءات فرق أندية الوطن)ولكل عشق اتحادي لم يعد يركض الفرح الجماهيري في اللقاء الذي يمنح الناس (إعجابًا) من دفئهم وعباءة بلون السماء، وبطعم (الاتحاد) حين كان يجلجل بشعاره ودثاره، وبراعة شبابه، والبذخ الحضوري الآني لأجانبه ..
•• الاتحاد حين يسلطن حماساً وروحاً كيميائية بزفرات عطره وشهقات ورده يجيء إلينا (بالجمع) ظبية وجدانية، من لحظها ولظاها يسقى رقته ويجمع شتات عشقه، فيوقظ فينا جمال الإمتاع وحين يجيء الوجه الاتحادي(بملامح النمور) يحمل كثيرًا من التقاطيع البطولية (للفريق الشرس الكاسر)!!
لأن شباب الاتحاد وزملاءهم وبالحضور الملفت دائماً للحارس “فواز القرني” ناهيك عن الحراك الكروي المسفوح بالوداد و بدعم الحضور للمدرب(الآن) فابيو كاريلي في بطولة دوري محمد بن سلمان المحلية، و رغم موقع فريقه في المراكز الحرجة لمعادلة البقاء والصراع عن الهاربين من المؤخرة، يتشكلون في صناعة وتصدير أهدافهم مثل(قوس قزح) بكل الألوان وكل الأحجام!!
•• لكن(الاتحاد)..منذ أكثر من تسعين عامًا..لم يستطع أن يتغيّر فيه عنفوانه، برسم خطوات منتميه، ولاعبي أجياله وجحافل جماهيره!
فما عسى تاريخ وحضارة “كرة الوطن” أن تفعل إزاء ذلك الشلال الجميل من الحضور.!
•• ورغم الدمعة الحائرة لخسارات فلا يزال ينتفض وهو يخسر مباريات مع الفرق التي لا تضاهيه تاريخاً وملاءةً بطولية فيمنح حضوره صهيلاً، فلم تعدالفرق حديثة التأسيس ينزف جرحها من جذعها مراساً فهي تجري ثم تجري أمام كل الفرق الكبيرة حضارة بطولية في مراوغة فلا يخاف هذا التاريخ على الأرواح أن تستوقفها.!
••وبالآهات المظفورة لواقع الحال كان الاتحاد أمام أمثاله الكبار يشتعل، ويشعل أرق الفضول، وكان اللاعب البرازيلي الفذ روماريو ريكاردو(رومارينهو )الذي أغرته بعض الفرق كي ينعش هنا وهناك.!لم يتخلف عن درب الإتحاد المتعثر المجهول يعزز ويدعم الشخصية القتالية للمغربي كريم الأحمدي و للعائد فهد المولد ، يستمطر لهما من (كرات المد) مع عبدالإله المالكي ، ومن خلفهم الظهير المهاجم حمدان الشمراني، علَّه يجمعها في الشباك ،واللعب بأمان من الحارس فلا يبتغي أن يرى في العين غيماً موشكاً أن يذرفه، والتحول بكل أولئك إلى (أهداف) مغطاة بأكملها بجهد الزملاء والرفاق(اللامع) وبقطرات عرقهم المتلألئة!
•• وفي الاتحاد.. وحين يركض (النمر) بحماسه وروحه على العشب الأخضر المبلل بالندى، يشعر بأن قدميه لهما مذاق الفوز ومذاق البطولة.. ومذاق الملح!!
•• وفي (الاتحاد) العملاق.. حاول محبو هذا الفريق أن يقبضوا على مثل تلك اللحظة الحماسية القتالية للَّاعبين بأجمعهم (على غير عادة)، ولو مع قليل من نضارتها ونكهتها !لكن هاتيك الصباحات كان لها (هناك) في العميد غيوم كثيفة..بينما في (الاتحاد) عرف اللاعبون كلهم التواشج الكروي كاملاً، ليكشف هؤلاء عن ارتفاع غيوم التهديف، و رغم أشيائه الموغلة في مزاجية لاعبيه المهاجمين الثلاثة، بيد أن الواقع المحيِّر يجعل للمدرب
البرازيلي (فابيو كاريلي) في هندسة تكتيك هذا الواقع وميضاً من الحسن في الأداء والاتزان وقوة التمركز، وصناعة الهدف، والانتهازية، واستثمار الفرص في جُلِّها..
•• و(الاتحاد) الآن..في غمرة صبره على(أجانبه)الذين رضي بفرضية وجودهم لظروفه” السيادية الفنية الجدلية “التي ربما ظلمته بعدم التوفيق، و رغم تباين عطاءات اللاعبين بين مباراة وأخرى الذي لم تعد تُخْفيه (الكرات العصيِّة) على الرضوخ!! فهو إذا حضر معهم بشبابه، وخبرائه، ومدربه وحسن الطالع تتلاشى نداءات (الأهداف الخجولة) في دماغه، وبين قدميه!! فإلى أين أنت ماضٍ أيها الاتحاد لتقض مضجع مركزك من خلال ما بقي من مباريات الدوري الثمانية فلا يستفيق محبوك مذعورين..!!