عندما نبكيك تحت طائلة الحزن والم الفراق رغم الايمان بالمصير فإنما نبكي جملة من مزايا قلما تجتمع في شخص واحد .
لم تترك لنا أبا يزيد خيارا للتفكير بعبور اللحظة عندما رحلت ولهذا نستحضر في حضرة الموت شيئا من نقيصة قد تلهينا فلا نجد، فقد اتعبتنا يا صديقي بعد ان سبقتنا الى دار خير من دارك وأهل بعون المولى خير من اهلك، فالناس شهود الله في ارضة .
فهد العبد الكريم لم يكن زميلا عابرا ولا صديقا عارضا رغم ان علاقاتنا انا وهو لم تكن طويلة فقد عرفته رئيسا لتحرير اليمامة المجلة وقبل هذا سرت سيرته العطرة فاغتشتني كما فعلت مع غيري فعرفته عبر تبجيل وتمجيد الزملاء ووجدته كذلك بعد ان عايشت صباحه ومساءه حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الأثر لمن زكى أحدهم ” هل صحبته في سفر ” قال لا قال اسكت فلا أرى لك فيه علما”.
كان أبو يزيد ايقونة الاسفار باشا متسامحا يشع املا وتوهجا يمقت الوجوم ولا يستأنس في حضرة السلبيين يبسط الأشياء حتى تكاد تجزم ان علاج التوتر في منتهى البساطة ويبغض التعقيد حتى تعتقد ان دواء القلق لا يتجاوز التمتع باللحظة لا يعود من رحلة وان كانت قصيرة قبل ان يتعرف على الكل دون استثناء وبطبيعته الغارقة بالبساطة يبحث عن حاجات الأصدقاء ويقضيها مستعينا بقدرة خفية على تذويب الجليد ونزع برقع الحرج.
مات فهد وترك ارثا من الرجولة والمروءة وحسن الاستقبال والعمل الصالح ولا نزكيه على الله رحمه المولى القدير واسكنه جنات الفردوس والحقنا به غانمين مغفورة ذنوبنا وعزاؤنا لوالده ووالدته واخوته وزوجته وابنائه وبناته وللأسرة الإعلامية وعلى رأسها معالي وزير الاعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي الذي نعى زميلنا وتأثر كما تأثرنا واخص بالتعزية منسوبي صحيفة الرياض إدارة وتحريرا فقد ثبت للقاصي والداني وفاؤهم للمرحوم قولا وفعلا ومن قبله زملاء آخرون كان آخرهم استاذنا تركي السديري تغمده الله برحمته.