متابعات

عربة تراثية تنسي الردادي هواجس التقاعد

المدينة المنورة – محمد قاسم

في مسارات الحياة نجد أن بعض المتقاعدين حينما يستلمون ” خطاب ” التقاعد تسود الدنيا أمام أعينهم ويعتقدون أن تلك هي اللحظة الفاصلة والحلقة الأخيرة في مسار عطائهم في الحياة وبدلا من إضاءة شمعة اخرى تعيد اليهم الوهج ومسايرة الركب الا انهم يستغرقون في الحزن ويغلقون أبواب غرفهم ويصبح الشارع أو حتى ضجيج السيارات بمثابة كابوس بالنسبة لهم.


هذا السيناريو يجسد حالات بعض المتقاعدين مع الذين يعتقدون أن ” التقاعد ” بمثابة انتهاء الركض في مسارات العمل والحياة والإنتاج غير أن المتقاعد سليم الرادي، لم يستسلم إلى هواجس التقاعد ونفض الغبار عن ذاكرته واستخدم موهبته لصناعة عربة تراثية وجعلها منصة لبيع البخور بكافة أشكاله في جادة قباء بالمدينة المنورة . يقول الردادي إنه كان احد الكوادر العاملة في فرع وزارة الزارعة بمسماها القديم بالمدينة المنورة وكنت أعمل في مهنة ميكانيكي، وبعد أن استلمت خطاب التقاعد لم تسود الدنيا أمام عيني وفكرت في إطلاق مواهبي في صناعة التحف النادرة وتجميعها لتبدو في أشكال فنية باهرة ، وفي احد الأيام فكرت في ابتكار عربة من مخلفات المعادن والحديد وقمت برسم ” الكروكي ” الخاص بالعربة وبدأت اعمل في هيكل السيارة التراثية بدون كلل او ملل ولدهشتي فإن النموذج الذي خرج في النهاية كان جميلا ويشد النظر وقد استخدمت في تشكيل العربة مقابض الأبواب وغيرها من مخلفات الحديد حيث اعدت تدويرها مرة أخرى. ولأن الفنون الإسلامية وخصوصا في مجال الفسيفساء والزخرفة كانت وما زالت رائجة فقد اعتمدت على هذه الفنون في زركشة العربة والتي خرجت في النهاية تحفة رائعة وقد فكرت في استخدام العربة لتكون منصة لبيع البخور والعود، لافتا إلى أن عربته تحمل الكثير من النقوش والأكسسوارات القديمة مثل القطع التراثية القديمة التي كانت تستخدم في شرب الماء والبن وتسمى “اغراش” فضلا عن بعض النقوش. وأضاف اتمنى ان احصل على نموذج مصغر من مركبة الفضاء ديسكفري التي صعد بها رائد الفضاء العربي الأول صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان الى الفضاء ودار بها حول الأرض من اجل ضمها إلى التحف التي تحتويها عربتي التراثية . وتابع بقوله : التقاعد ليس آخر محطة للإنسان وهو في هذه الفترة يمكنه أن يكون منتجا وأحد الأفراد الفاعلين في المجتمع لافتا إلى أنه يطوف في جادة قباء يوميا ويقوم ببيع البخور لزوار واهالي المدينة المنورة وان عربته التراثية تشد انتباه المارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *