متابعات

أم سلطان… أول سعودية تعمل في حلقة الخضار

جدة – خالد بن مرضاح – تصوير: المحرر

وأنت تتجول في مسارات سوق الخضار بحي الشاطئ في جدة تلمح من بعيد سيدة سعودية تقف خلف البسطة الخاصة بها وهي ترحب بحفاوة بكل زائر يقترب من بسطتها، إنه سيناريو جديد للمرأة السعودية حيث كسرت كوثر العتيبي(أم سلطان) حاجز الخوف وذلك باقتحامها مجال البيع في سوق الخضار ، وهي تعتبر أول امرأة سعودية تعمل في بسطة الخضار الخاصة بها .
(البلاد) التقت أم سلطان فأكدت أن العمل في مجال بيع الخضر والفاكهة ليس حكرا على الرجال وأن حواء السعودية استطاعت إثبات نفسها في الكثير من المجالات، لافتة إلى أنها انطلقت من منصة تجهيز المأكولات المنزلية حيث ظلت لمدة خمس سنوات تقوم بتجهيز الوجبات في المنزل هي وبعض قريباتها غير أن هذا العمل لم يكن يمثل أحد طموحاتها، ففكرت في امتلاك بسطة للخضار والفاكهة ، خصوصا بعد أن شاهدت العديد من البسطات في سوق الخضار بحي الشاطئ، لافتة إلى أن الإنسان حينما يستخدم ” العصف الذهني ” فإن بوصلة طموحاته سوف توصله إلى ما يصبو إليه .


وتضيف بقولها: في أحد الأيام خلال تسوقي في ردهات سوق الخضار بحي الشاطئ سألت أحد الاخوان عن كيفية امتلاك بسطة في تلك الحلقة فتم إبلاغي أن ذلك يتم عبر أمانة جدة للمواطنين السعوديين وتمنح البسطة مجانا وهنا استهوتني الفكرة فتركت مجال إعداد الأطعمة المنزلية ، وفي صباح أحد الأيام تواصلت مع أمانة جدة وعرضت الفكرة على فؤاد أبو زنادة أحد كوادر الأمانة فرحب بها ومنحني تصريح البسطة خلال 24 ساعة فقط وبعدها بدأت العمل بتشجيع من أفراد أسرتي ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل إنني خصصت رقم واتساب خاصا لاستقبال طلبات الزبائن وتجهيزها قبل وصولهم إلى الحلقة.

وعن كيفية احضار الخضار والفاكهة قالت: بعد صلاة الفجر من كل يوم أتوجه إلى السوق المركزي للخضر والفاكهة وفي البداية كان الجميع ينظر إلي باستغراب لأنني كنت السيدة الوحيدة التي تحضر مزاد الخضر والفاكهة في الفجر وقبيل شروق الشمس ولكن بمرور الأيام اصبح الأمر عاديا بالنسبة لي، وبعد شراء احتياجات بسطتي من السوق المركزي أعود مرة أخرى إلى حلقة حي الشاطئ واتولى البيع في البسطة الخاصة بي ويساعدني في ذلك أحد العمال فضلا عن ابني سلطان واختي أمل والحمد لله فإن الأرباح مجزية حيث استمر بالعمل في البسطة حتى العاشرة مساء ، ولأنني أمتلك رخصة فسوف أفكر في شراء سيارة لتحميل الخضر والفاكهة من السوق المركزي لأني حاليا اقوم باستئجار “دباب” كما اتمنى شراء ثلاجة لحفظ الخضر والفاكهة كما أتمنى نقل نشاطي إلى السوق المركزي بعد اغلاق البسطات المؤقتة.
وفيما يتعلق ببقية الخضر والفاكهة التي تظل في بسطتها قالت في كل يوم بعد أن ينفض العمل في حلقة الشاطي اقوم بتحميل ما تبقي من خضر وفاكهة إلى منزلي حتى لا تتعرض للتلف وبمرور الأيام اصبحت امتلك خبرة في فنون البيع وتغيير نوع الخضر والفاكهة تبعا مع متطلبات السوق والعرض والطلب.


وتضيف رغم أن سوق الخضار بحي الشاطئ مؤقت وليس به تكييف أو إضاءة ولكنني سعيدة بهذه التجربة خصوصا أنني اتلقى التشجيع من افراد اسرتي وابنائي.
وفي نهاية لقائنا أم سلطان سألناها عن أمنيتها فقالت أتمنى أن يكون لدي سيارة احمل عليها بضاعتي، فقد اعاني في نقلها بسيارات أجرة، واتمنى أن تكون معي ثلاجة.
وعن الصعوبات التي تواجهها تقول: لم أجد صعوبة كوني المرأة الوحيدة التي تشرف بنفسها على بسطتها، فإن جميع الأخوان في الحلقة متعاونون ويقفون معي، مشيرة إلى أن الدولة أعزها الله تسعى إلى تمكين المرأة تماشياً مع رؤية المملكة 2030 التي أولت المرأة السعودية أهمية كبرى كونها عنصرا مهما من عناصر قوة المجتمع، ولديها إمكانات النجاح تمكنها من المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *