جائحة كورونا، ضربت بكل ما وصلت اليه البشرية من معارف وعلوم عرض الحائط. أصبح العالم في تخبط، رأي يأتي من هنا، وراي اخر يأتي من هناك. ما هو القادم؟ كيف يكون؟ والسؤال الذي يطرح نفسه، والذي سيظل متداولا لفترة زمنية طويلة: ما السبب او الاسباب التي ادت الى انتشار فيروس كورونا بهذه السرعة بين شعوب الأرض؟ نعم، سؤال محير! وسوف تبني عليه العديد من الإجابات والاحتمالات، والمرتبطة بما يمتلكه الشخص من مفهوم ثقافي وديني واقتصادي وسياسي وغيرها من المفاهيم التي سوف تبني عليها العديد من أفلام الخيال العلمي والبوليسي والوثائقيات في المستقبل القريب والبعيد.
ندرك ان العامل الرئيسي في الانتشار هو التجمعات البشرية صغيرة كانت او كبيرة، سواء كان التجمع في مكان مفتوح او مغلق! فوجود شخص واحد مصاب بالفيروس، سيكون سببا في انتشاره في المجموعة، حيث وجدت الدراسات، ان معدل العدوى قد تصل احيانا إلى ستة أشخاص وذلك من شخص واحد فقط! وبالتالي تنتقل العدوى من هذه المجموعة الي مجموعات أخرى وبسرعة كبيرة! وتكمن المشكلة أيضا، في فترة حضانة الفيروس في الشخص المصاب، دون أن تظهر عليه اعراض مرضية مثل صعوبة التنفس، ارتفاع درجة الحرارة وغيرها. واشارت بعض الدراسات ان الأعراض قد تظهر احيانا بعد اسبوعين من الإصابة بالفيروس. وقد يستمر الشخص المصاب بالفيروس في ممارسة حياة عادية ويعافي، ولكن هناك احتمال بأن يكون بؤرة نقل للفيروس.
وبناء على ما حدث، سوف تكون هناك العديد من المفاهيم الجديدة في علوم الطب والدواء والعلوم الأخرى (الفيروسات، المناعة والوبائيات) بناء على نتائج الأبحاث العلمية بهذا الشأن. سيقوم الباحثون، بدراسات حول تركيب الفيروس الكوني الجديد، وسبب نشاطه الغير عادي وسرعة انتقاله من الشخص المصاب. وماهي اسباب عدم ظهور الأعراض المرضية على الأشخاص المصابين به؟ وغيرها من خفايا شفرة كورونا!
باختصار، ما ذكرته سابقا، هي مجموعة أسئلة بسيطة، ولكنها بحاجة إلى دراسات وابحاث كثيرة والتي ستصل بأصحابها الي التميز في أعمالهم البحثية. سوف نكون على أعتاب معلومات جديدة في العلوم الحيوية الطبية. سيكون هناك علم جديد بنظرة جديدة ومفهوم مختلف تماما عما كان عليه الوضع ما قبل جائحة كورونا المستجد (كوفيت-19)
استشاري العدوى والمناعة
مستشفى مدينة الحجاج بالمدينة المنورة
drimat2006@hotmail.com