متابعات

الكمامات القماشية .. شعور زائف بالأمان

جدة – مهند قحطان – تصوير: عبد المنعم عبد الله

انتشرت ظاهرة بيع الكمامات القماشية عند الاشارات الضوئية بمدينة جدة، حيث لا تكاد تخلو إشارة مرورية من باعة هذا النوع من الكمامات وهو يعتبر نوعا من التسول الخفي فضل أنها لا تخضع للمواصفات القياسية وما يدري مستخدمها انها ربما ربما تكون قد استخدمت من قبل، وفيما سبق كان الباعة الجائلون يروجون المناديل الورقية والزهور وغيرها من المنتجات وفي هذه الأيام فإن الموضة اصبحت الكمامات القماشية والتي تمنح مستخدمها شعورا زائفا بالأمان حيث سبق وأن أكد عدد من الأطباء أن هذا النوع من الكمامات غير آمن البتة خصوصا لأنها تباع بطريقة غير سليمة .

وفي هذا السياق أوضح خالد المنصوري احد بائعي الكمامات المتجولين الذين يعملون بشكل مستمر جنوب غرب مدينة جدة منذ جائحة كورونا أن الكمامات في الوقت الحالي هي مصدر رزقه بعد ان اغلق المحل الذي كان يعمل به خلال الفترة السابقة موضحا أنه ، منذ الصباح الباكر يتجه لأحد الخياطين ويستلم منه كمية من الكمامات بسعر ٣ ريالات للحبة الواحدة ومن ثم يقوم بتغليفها وببيعها عند الاشارات المرورية وامام السوبرماركت فقط بـ ٥ ريالات.

واشار المنصوري بقوله “اقوم بشراء ١٠٠ حبة يوميا من الخياط وكانت في البداية الكامات لونها اسود والآن اقوم بتقديم العديد من الالوان المختلفة لافتا إلى أن ان المكسب الذي يجنيه من بيع الكمامات ليس كبيرا لكن يكفيه قوت يومه وهو يتراوح بين ١٥ ريالا، الى ١٠٠ ريال.
وحول الألوان قال غالبية المشترين هم من الفئة التي تنسى ان ترتدي الكمامات وخوفا من المخالفات يقومون بالشراء وهناك آخرون يلجأون إلى شراء هذا النوع من الكمامات لرخصها.


قطعة قماشية
من جهة أخرى قالت سلسبيل اليماني ان الكمامات التي تباع عند الاشارات المرورية لا تقدم اي فائدة كونها قطعة قماش لا اكثر بل انها تسبب ضيق النفس كونها صناعة عشوائية وأيضا لا اعلم ما هي الاقمشة المستخدمة في صناعتها ولا اعلم إذا كان من صنعها مصابا بالفيروس أم لا
واضافت اليماني أن الباعة المتجولين يقتحمون عالم مستخدمي السيارات ويقتربون منهم وهذا يعد خطرا كبيرا حيث انهم لا يبالون لا بالبيع فقط ولا يهمهم حياة المواطن او المقيم الذي يقتربون منه لذا فإنه يتوجب متابعة أمثال هؤلاء والقاء القبض عليهم فورا.

خطر خفي
اما هيثم غالب فقال إن باعة الكمامات المنتشرين في جميع اشارات المرور بمدينة جدة حيث لا تجد اشارة مرورية تخلو من هذه الفئة والتي تعتبر خطرا خفيا موضحا ان هذا النوع من الكمامات لا يمنع العدوى ولكن البعض يصر على ارتدائها كونها اجباريا حيث لا يمكن ان يدخل اي شخص لاي موقع الا وهو يرتدي الكمامة كما أن من لا يرتديها يتعرض للغرامة من قبل الجهات الأمنية وايضا لا اعلم مصدر اقمشتها وما هي البيئة التي صنعت بها حيث اغلب المواقع الالكترونية الآن تروج فقط للكمامات لذا انصح بعدم شرائها الا عند الحاجة وغسلها قبل وبعد ارتدائها لكي لا تكون سببا في انتشار هذا الوباء المميت.

استعطاف المارة
من جهته يقول هاني غازي ان هذه الظاهرة تعد نوعا من انواع التسول غير المباشر والذي ينتشر بكثرة عند الاشارات المرورية وذلك لاستعطاف المارة بالشراء بالرغم من ان العديد منا لا يحتاج هذه الكمامات كونها متوفرة في الصيدليات، وأضاف أن هذا النوع من الكمامات خطير جدا وادعو الجميع بعدم استخدمها لانها مجهولة المصدر ولا يعرف اين صنعت . وأضاف أن الموضة هذه الايام بيع الكمامات القماشية عند اشارات المرور لذا فإن على الجميع الحذر من هذا النوع من الكمامات لأنها ربما تكون مصدرا لنقل الفيروس. فيما حذر العديد من مختصي علم الامراض المعدية والمناعة من ارتداء الكمامات القماشية مؤكدين انها لا تحمي من الاصابة بفيروس كورونا وان كانت تقلل من كمية الرذاذ الصادر من فم مرتديها، وان سبب انتشارها بين الشباب والفتيات لا يعود الى الرغبة في توفير الحماية الصحية وفي الغالب بل لكونها اقرب الى الموضة فهي ملونة وتحمل رسومات واشكالا شهيرا وماركات عالمية وانه في كل الاحوال فان ارتدائها لا يقي من الفيروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *