أملج ــ سعود الجهني
وأنت في ممشى البحيرة ونظيره الممشى الجنوبي في محافظة أملج تلتفت يمينا ويسارا بحثا عن الأجهزة الرياضية التي توفرها أمانات المدن والبلديات في مضامير المشي ولكن لا تجد أي جهاز من هذا النوع في الممشيين ، وليس هذا فحسب بل أن المضمارين يفتقدان إلى مسجد ودورات مياه.
( البلاد ) ركضت في ممشى البحيرة والتقت بعدد من عشاق الرياضة الذين أكدوا ضرورة توفير معدات رياضية في الممشيين فضلا عن إنشاء مصلى ودورات مياه إلى جانب تدشين مضمار خاص لعشاق رياضة الدراجات الهوائية لاستقطاب هواة هذا النوع من الرياضة لأنهم يزحمون الشوارع ويتسببون في ارباك حركة السير كما ان انشاء مضمار للدراجات يجنب مستخدميها الحوادث الفاجعة التي ربما تحدث لهم في الشوارع.
في البداية أوضح الدكتور عبدالله بن عابد الشريف أن الممرات المخصصة لرياضة المشي في الوقت الراهن هي مرفق حيوي هام في العديد من محافظات المملكة بل ومتنفس لكل مرتاديه، لذلك فإننا نناشد بلدية محافظة املج بالاهتمام بالممشى الجنوبي وتجهيزه ليكون مرفقا حيويا شاملا، بحيث يتم تشجيره باشجار كثيفة ليضفي على الممشى رونقا خاصا، ويشجع على هذه الرياضة، وبنفس الوقت يكون منظرا جماليا، كما يجب أن يكون الممشى مفروشا بمضمار خاص للمشي يتوسطه ممر خاص للدراجات الهوائية، وكذلك تخصيص مناطق للجلسات العائلية، ومناطق خاصة للعب الأطفال، ومناطق خاصة لألعاب القوى، وأن تكون هناك لوحات إرشادية وتوعوية مختلفة بجانب المضمار ولوحات تشجع على المشي، وتخصيص مناطق لبعض الألعاب المختلفة مثل كرة الطائرة او السلة وغيرها. وكذلك تجهيز دورات مياه ومصلى صغير ، والأخذ بعين الاعتبار بضرورة تخصيص جزء يلبي احتياجات اخواننا المعاقين مع ضرورة عمل مواقف للسيارات، ليكون الممشى الجنوبي مرفقا حيويا متكاملا.
لانه من المهم جداً عندما الإنسان يمارس رياضة المشي أن يمتع ناظره بجمال البحر وبنفس الوقت يشاهد العديد من المناظر الجمالية بجانبه وهو يمارس هذه الرياضة التي تشجع عليها الدولة.
لياقة بدنية
من جانبه أكد محمد الحمدي أن مطالبهم أبرزها توفير أجهزة رياضية في الممشى بحيث يتسنى لهم ممارسة التمارين الرياضية بعد الانتهاء من المشي أو الهرولة لأن هذه الأجهزة تساعد الشخص على زيادة اللياقة البدنية ويحتاجها الصغير والكبير وخصوصاً الشباب؛ مؤكداً أن معظم مرتادي الممشى هم فئة الشباب، ونوه “الحمدي” بأن الحلول المؤقتة تتمثل في نقل الأجهزة الرياضية الموجودة خلف فندق وسام الحوراء للممشى، والتي يستفيد شريحة كبيرة من الرياضيين والممارسين لرياضة المشي والهرولة حيث أن موقعها الحالي لايجذب الرياضيين وهواة المشي؛ كونها بعيدة عن الممشى.
توفير السلامة
فيما قال فهد السميري: لا يخفى على الجميع أن المحافظة شهدت في الآونة الأخيرة كثرة مستخدمي الدراجات الهوائية لذا نطالب بتوفير ممشى حديث للدراجات الهوائية لتوفير السلامة لأبنائنا وشبابنا حيث أنهم يخاطرون بأنفسهم ليلاً على الطريق الدولي.
خدمات مميزة
واعتبر بدر الجهني أن الممشى يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار والأهالي وبالتالي من المفترض أن تقدم فيه أرقى الخدمات من أجهزة رياضية ومتاجر الكافيهات ودورات المياه؛ كون هذه المتطلبات تتوافق مع الرؤية القادمة 2030.
ارض مطاطية
من جانبه شدّد عبد الباسط الحمدي على أن الحاجة ماسة للخدمات في الممشى مطالبا بتوفير أرض مطاطية للممشى الجنوبي لكي تساعد الشخص على المشي الرياضي السليم لأنها تقلل من الإصابة بالخشونة في العظام لكون الأرض الصلبة الموجودة حالياً لا ينصح الأطباء والرياضيون بممارسة الرياضة بها.
صمت المجلس
فيما استغرب بعض رواد الممشى صمت المجلس البلدي تجاه نقص هذه الخدمات، ووصفوه بغير المبرر خصوصاً أنه سبق وتم مطالبتهم بنقل الأجهزة من منتزه الدقم إلى الممشى، مؤكدين أنه لافائدة من وجود أجهزة التمارين في موقعها الحالي وان نقلها كحل مؤقت حتى يتم توفيرها.
وجهة سياحية
بدورها، تفاعلت بلدية أملج مع “البلاد” حول مطالب الأهالي وأوضحت على لسان رئيسها المهندس غازي محمد العتيبي أن البلدية قامت بتصميم الواجهة البحرية للكورنيش الجنوبي وهي تحتوي على جميع المطالب التي تقدمها بها الأهالي وسوف تكون وجهة سياحية رائعة وأنه قد تم إدارجها في ميزانية البلدية للعام المالي القادم.
لمحة عامة
ومع الرؤية 2030 والاهتمام بقطاع السياحة فإن مدينة أملج تحتوي على 102 جزيرة، منها الجزر الجبلية، وأخرى رملية، كما تختلف أبعاد جزر أملج، فبعضها قريبة من الشاطئ وبعضها بعيد في وسط البحر، وتتميز هذه الجزر بالطبيعة الخلابة؛ لكونها بكرًا، حيث إنها لم تتعرض للعبث من قبل الإنسان، كما تتميز مياهها بالصفاوة والنقاء، بحيث يمكن رؤية القاع الرملي للبحر على امتداد البصر.
كما أن مدينة أملج انتعشت واتسعت مؤخرًا، وزادت حركة النشاط التجاري والعمراني والتعليمي، ونشطت هذه الحركة بشكل ملحوظ بعد افتتاح الطريق البحري بين ضبا التي تقع في الجانب السعودي وسفاجا في الجانب المصري، كما تزدهر المنطقة أيضًا من الناحية السياحية بعد أن نالت الاهتمام عن طريق مشروع تطوير البحر الأحمر الذي سيجعل من المناطق المطلة على البحر الأحمر وجهة سياحية عالمية، إذ يقيم عدد من الجهات السياحية في أملج رحلات بحرية للزوار، تتيح الزيارة والتعرف على الجزر، إضافة إلى ممارسة الغوص في أعماق البحر والسباحة والصيد.
أما الأماكن الأثرية في أملج فتتضمن: قصر الإمارة الذي يقع في وسط المدينة القديمة، وتم بناؤه عام 1304هـ بأمر من الحكومة العثمانية؛ ليكون مركزًا للحكم ومقرًّا للحاكم والحامية العسكرية، كما يأخذ شكل القلعة الحصينة في تخطيطه، ولكن في عام 1336هـ تم تدمير القلعة على يد القوات البحرية الإيطالية وهي بطريقها لميناء ينبع البحر، بعدها كلف الشريف فيصل بن حسين أهالي أملج بإعادة بنائها، حيث اختلف عن البناء القديم ليصبح على الطراز المعماري للمنطقة الغربية، وتتولى الآن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الاهتمام بالقلعة.