متابعات

العلا .. تاريخ يتنفس تحت الشمس

العلاـ البلاد

يمكن لعشاق الآثار حول العالم مشاهدة تفاصيل التاريخ في العلا وهم يجلسون في منازلهم وذلك بعد أن سخرت الهيئة الملكية لمحافظة العلا التقنيات الرقمية لتوفير جولات في العالم الافتراضي للسياح في مختلف أنحاء العالم عبر الانترنت، لاستكشاف تلك الأماكن، والاستمتاع بمشاهدة ثراء إرث العلا، خلال فترة تواجدهم في المنازل، وذلك عبر المعارض الرقمية التي تستخدم تقنية ثلاثية الأبعاد.

ويأتي ذلك في إطار جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا، لإتاحة الأماكن الأثرية، والتعرف على التاريخ العريق لمحافظة العلا، ومع الظروف الحالية التي تفرضها جائحة “كورونا” في العالم، إذ أطلقت الهيئة برنامجاً للمسح الأثري والتراثي في محافظة العلا بالتعاون مع “مؤسسة فن جميل” لتعلّم كيفية استخدام أحدث تقنيات المسح الأثري، التي تسمح بإعادة إنشاء نسخ رقمية دقيقة ونماذج ثلاثية الأبعاد لتفاصيل التراث الصغيرة غير المنقولة مثل النقوش، وكذلك المعالم والمباني الكبيرة، من أجل بناء نماذج من المواقع التاريخية غير المفتوحة للزوار، والحفاظ على تراث العلا. وبعد انتهاء عملية النسخ تأتي خطوة توفير تجربة افتراضية عبر موقع إلكتروني لـ “المتحف الحي” باستخدام العدسات الرقمية ومقاطع الفيديو 360، حيث سيتمكّن المتصفحون عبر الانترنت في كل أنحاء العالم من الاطلاع والاستمتاع بجولة في العالم الافتراضي لاستكشاف الأماكن الأثرية والتعرف على التاريخ العريق لمحافظة العلا، وذلك عبر المعارض الرقمية التي تستخدم تقنية ثلاثية الأبعاد. وهذا ما تعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا على تحقيقه في الفترة القادمة.

ونوّهت رئيسة قطاع التراث والآثار بالهيئة الملكية لمحافظة العلا ريبيكا فوت بمجهودات الهيئة في الكشف عن التراث الثقافي الاستثنائي والمحافظة عليه وحمايته والاحتفال به مع العالم، عبر برامج المسح الأثري ليصبح تراث العلا متاحًا عالمياً، بتسليط الضوء على ثقافات وممالك العلا القديمة وأهميتها من خلال التبادل الثقافي الذي حدث على مدى آلاف السنين.

وتركز الهيئة الملكية لمحافظة العلا، في أولوياتها على حماية وإعادة تنشيط محافظة العلا، المدينة التي تقع على بعد 1100 كيلومتر من الرياض، في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، وتتضمن مساحتها الشاسعة التي تغطي 23،301 كيلومتر مربع، وادياً من الواحات الخضراء، وجبالاً شاهقة من الحجر الرملي، ومواقع ثقافية قديمة تعود إلى الحضارتين اللحيانية والنبطية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد.

وتُعدُّ العلا من أول مواقع المملكة المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.ومن مهام الهيئة الملكية لمحافظة العلا كذلك تنفيذ عملية التجديد والتنمية المستدامة في المنطقة. وضمن المراحل الأساسية الأولية لعملية التطوير، يأتي برنامج المسح الأثري والتراثي لمحافظة العلا ليدعم مهمة الهيئة في حماية وتطوير المواقع التراثية والتاريخية في المنطقة والحفاظ عليها، وذلك تحقيقاً للتحول المستدام وتمكين الزوار السعوديين والإقليميين والدوليين من التعرف على ثراء إرث العلا الثقافي والتاريخي والطبيعي، وعلى الحضارات العربية في العلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *