البلاد – رضا سلامة
تعمدت عناصر ميليشيا حزب الله العراقي الموالية لإيران صباح أمس (الجمعة)، إثارة الفوضى في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، وحاصرت مقار حكومية ومنازل مسؤولين لإجبار الأجهزة الأمنية على إطلاق عناصرها الذين تم توقيفهم وبحوزتهم صواريخ معدة للإطلاق تستهدف في العادة منشآت عراقية حيوية تستضيف قوات أمريكية وأخرى تابعة للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، أو مصالح أمريكية على رأسها سفارة واشنطن في العاصمة العراقية.
وأظهرت مقاطع مصورة طابور من سيارات الميليشيات المسلحة تجوب شوارع بغداد، بينما ترفع عناصر شعارات مؤيدة للميليشيات و”كتائب حزب الله”، مستعرضين قوتهم وسلاحهم، وموجهين الوعيد ضد كل من يحاول تنفيذ القانون والحفاظ على سيادة وهيبة العراق وإنهاء فوضى الميليشيات والهجمات وحصر السلاح بيد الدولة، في رسالة تهديد للمسؤولين والقوات الأمنية خاصة “جهاز مكافحة الإرهاب”.
ويأتي تصعيد الميليشيات الإيرانية ضد مؤسسات الدولة العراقية بعد التحرك الأمني الأول ضدها، واعتقال قوة من جهاز مكافحة الإرهاب مجموعة من عناصرها تضاربت الأنباء عن أعدادهم بين 13 و53 عنصرا، إذ قال مصدر حكومي ومسؤولان أمنيان، إن الأشخاص الذين تم اعتقالهم في منطقة الدورة جنوبي بغداد، ضبطوا وفي حوزتهم صواريخ معدة للإطلاق داخل ورشة لتصنيع الصواريخ، مشيرين إلى أن هؤلاء ينتمون إلى ميليشيات كتائب حزب الله الإرهابية.
وذكرت المصادر أن أحد المحتجزين في المداهمة إيراني، وأن المجموعة التي اعتقلت لديها 6 صواريخ كانت موجهة على المنطقة الخضراء ومطار بغداد، كما جرى العثور على منصات إطلاق الصواريخ. يشار إلى أن جهاز مكافحة الإرهاب يضم قوات النخبة ويعد الأفضل عتادا وتدريبا في البلاد، وقبل بداية الانتفاضة الشعبية التي شهدها العراق في أكتوبر الماضي، أعفى رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي من منصبه، ليعود الكاظمي ويعينه رئيسا للجهاز مؤخرا. وأكد الكاظمي أنه سيكون صارما مع الميليشيات المنفلتة التي تستهدف الإضرار بسيادة وأمن العراق وتنفذ اعتداءات على مصالح عراقية وأجنبية، وعقد الأسبوع الماضي اجتماعا لمجلس الأمن الوطني لمناقشة مسألة الصواريخ، وتعهد بملاحقة المسؤولين عنها.
