البلاد – رضا سلامة
طالب رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح، الجهة الوحيد الشرعية المنتخبة في البلاد، بتدخل الجيش المصري في ليبيا لحماية الأمن القومي الليبي والمصري، وعد ذلك دفاعا شرعيا عن النفس، حال مهاجمة المليشيات المدعومة من تركيا مدينتي سرت أو الجفرة.
وقال صالح، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أمس (الأربعاء)، إنه ألقى في شهر يناير الماضي كلمة أمام مجلس النواب المصري أكد فيها أن الشعب الليبي قد يحتاج إلى دعم القوات المسلحة المصرية، وقد وافق مجلس النواب المصري ممثلا للشعب على هذا المطلب.
ولفت إلى أن الشعب الليبي سيطلب رسميا من مصر التدخل بقوات عسكرية إذا اقتضت ضرورات الحفاظ على الأمن القومي الليبي والمصري، وذلك سيكون دفاعا شرعيا عن النفس حال قيام المليشيات الإرهابية والمسلحة بتجاوز الخط الأحمر الذي تحدث عنه الرئيس السيسي ومحاولة تجاوز مدينتي سرت أو الجفرة.
وأشار المستشار عقيلة إلى أنه في حال اختراق سرت سنطلب تدخل القوات المسلحة المصرية لمساندة الجيش الليبي، وحينها سيكون تدخل مصر لحماية حقوقها، موضحا أنه في حال قيام المليشيات بتجاوز الخط الأحمر سيكون التدخل المصري في ليبيا شرعيا وبناء على تفويض من الشعب الليبي، وذلك لأن مصر تحمي الأمن القومي الليبي وفي ذات الوقت تحمي أمنها القومي من خلال تأمين حدودها الغربية ومنع تقدم المليشيات لتسيطر على مناطق تمثل تهديدًا لأمن مصر.
ولفت رئيس البرلمان الليبي إلى أن تركيا جلبت أكثر من 15 ألف مسلح من المرتزقة إلى طرابلس ولا بد من حل الميليشيات المسلحة طوعا أو كرها، وأن الجيش الوطني الليبي لا يهدف للوصول إلى السلطة، بل يهدف لتخليص البلاد من شر المليشيات، مشيرا إلى أن قرارات حظر السلاح لم تنفذ إلا على الجيش الوطني، في وقت يصل فيه السلاح علنا إلى الميليشيات، مؤكدا أن هناك شبه إجماع دولي على مبادرة إعلان القاهرة، مبينا أن السيسي لم يكن متحيزا لطرف وكان دائما يدفع باتجاه الحوار السياسي.
إلى ذلك، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” حسب وسائل إعلامية، أمس، إن واشنطن تطالب بإنهاء التدخلات الخارجية في ليبيا، معربا عن دعم الولايات المتحدة لوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، مؤكدا أنها تحث كافة الأطراف الليبية على العودة للمسار السياسي، فيما أفادت مصادر سياسية وإعلامية بأن القاهرة تجري اتصالات بدول أوروبية لوقف التوغل التركي باتجاه سرت، وأبلغت هذه الدول بأن تكون سرت منطقة فاصلة يمنع الوصول لها من قبل الميليشيات المسلحة التابعة للوفاق والقوات التركية.
وأكدت المصادر أن فرنسا واليونان وإيطاليا وقبرص ودولا أخرى بحلف الناتو تدعم وقف القتال وعدم تقدم المليشيات المدعومة مة تركيا إلى سرت، كاشفة عن مشاورات دولية لتكون هناك مناطق داخل ليبيا يمنع فيها أي اقتتال أو إنزال أو إرسال قوات من جانب الوفاق والقوات التركية، حيث هناك دولا أوروبية حذرت تركيا من التوغل بهدف الوصول إلى المناطق النفطية بليبيا، ونوهت المصادر إلى أن هناك مشاورات لإرسال مراقبين دوليين للإشراف على وجود مناطق فاصلة.
وميدانيا، أكد الجيش الوطني الليبي السيطرة الكاملة على سرت برا وجوا، أمس، وبأن مقاتلات سلاح الجو التابع للجيش تقوم بتمشيط المنطقة الممتدة من سرت حتى الهيشة، نافيا أي استهداف من الميليشيات، موضحا أن الاهتزازات والأصوات التي سُمعت في سرت كانت ناجمة عن خرق المقاتلات لجدار الصوت أثناء تحليقها فوق المدينة.