الدولية

خلاف “سد النهضة” على طاولة مجلس الأمن

الخرطوم – هيثم كابو

“الحلول المتوازنة والمنصفة للأطراف الثلاثة” هي الوصفة التي أكملت الخرطوم إعدادها لنزع فتيل الأزمة التي تفاقمت مؤخرا بين القاهرة وأديس أبابا على خلفية إعلان إثيوبيا البدء في ملء سد النهضة في شهر يوليو المقبل دون التقيد بالوصول لاتفاق يرضي الأطراف الثلاثة، فالتعنت الإثيوبي لا يزال يسيطر على المشهد رغم التصعيد الدولي الذي قامت به مصر، في الوقت الذي أنهى فيه مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة بشأن السد فجر أمس (الثلاثاء)، بطلب من مصر لبحث نقاط الخلاف الجوهرية مع إثيوبيا.

وناقش مجلس الأمن من خلال جلسته رسالتين من وزيري خارجية البلدين، فوزير الخارجية المصري سامح شكري نفى تهديد بلاده الإقدام على عمل عسكري ضد إثيوبيا، بينما أكدت رسالة وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندارغاشو لمجلس الأمن أن بلاده لن توقف العمل في مشروع السد.
وأكد وزير الري والموارد المائية السوداني، البروفيسور ياسر عباس، أنهم مستعدون لتقديم حلول لمجلس الأمن الدولي؛ وصفها بالمتوازنة والمنصفة للأطراف الثلاثة، مشيرا إلي أن مبادرة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ودعوته للتفاوض حول سد النهضة، لاتزال قائمة ومطروحة لمواصلة التفاوض، موضحا أن المفاوضات هي أفضل الطرق للتوصل إلى تفاهمات بشأن قضية سد النهضة.

وجدّد وزير الري السوداني في لقائه وكلاء الوزارات التأكيد على أن موضوع سد النهضة قضية قومية لا تتحمل اية خلافات أو تجاذبات سياسية، موضحا أن إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في 2015 شدد على أهمية التوصل إلى اتفاق قبل البدء في ملء سد النهضة، مبينا أن أي تفسير آخر غير سليم. ولفت إلى أن السودان ومنذ أول يوم للتفاوض أعلن دعمه للقرار الإثيوبى، ببناء السد وفقا للقانون الدولي الذى يشدد على الاستخدام المنصف والمعقول لكن بدون أحداث ضرر ذو شأن على دول المصب.

ونوه عباس إلى أن السد له فوائد على السودان تطغى على مساوئه، مؤكدا أن الجانب السوداني ظل إلى جانب حرصه على حقوقه كطرف أصيل في المفاوضات يعمل على تقريب وجهات النظر بين إثيوبيا ومصر، وتقدم باستمرار بحلول وسطى دائما ما كان يوافق عليها الطرفان، لكنه أكد على أهمية التوصل لاتفاق ملزم لكل الأطراف قبل البدء فى الملء الأول، وذلك لأسباب فنية بحتة تتعلق بسلامة وتشغيل سد الروصيرص السوداني الذى يبعد 100 كلم عن سد النهضة لكن مياه بحيرة سد الروصيرص تبعد فقط 15 كلم عن السد الإثيوبي.

وفي السياق، حث المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الدول الثلاث على “العمل معا وتكثيف الجهود لحل الخلافات العالقة بشأن سد النهضة الإثيوبي سلميا”، في الوقت الذي تلقى فيه رئيس الوزراء السوداني أمس الأول إتصالا هاتفيا من وزير الخزانة الأمريكية، لمناقشة المفاوضات بشأن اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة. وشدد حمدوك ومنوشين على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني نهائي، فيما أكد منوشين التزام واشنطن بدعم اتفاق عادل ومنصف يوازن بين مصالح السودان ومصر وإثيوبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *