الدولية

مصر تنتفض لحماية أمنها وثروات ليبيا من التوغل التركي

البلاد – رضا سلامة

أطلقت مصر إنذارا شديد اللهجة تجاه تصرفات تركيا الرامية إلى الاستيلاء على خيرات ليبيا وتهديد الأمن القومي العربي وزعزعة استقرر المنطقة، محذرة أردوغان من التمادي في مشروعه الاستعماري بدعم مليشيات الوفاق.
وجاء تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأن تدخل بلاده المباشر في ليبيا بات تتوفر له الشرعية الدولية، بمثابة تحذير صارم لأنقرة، وتشديد على أن مصر ستدافع عن الأمن القومي العربي، وتقف أمام مشروع تركيا لإحياء الخلافة في ليبيا، مشيرا إلى أن مهاجمة الميليشيات والمرتزقة، المدعومين من تركيا، لسرت والجفرة خط أحمر لن تسمح القاهرة بتجاوزه. وأضاف “سترد القاهرة على هذا التجاوز بتحرك جيشها”، ما أربك أنقرة ودفعها لتليين خطابها الذي اتسم أخيرا بالاستعلاء والعدوانية، خاصة وأن الرئيس السيسي قال: “صبر مصر طيلة الفترة الماضية لم يكن ضعفا، ومصر مستعدة لتدريب شباب القبائل الليبية على القتال وتسليحهم من أجل الذود عن ليبيا ضد العصابات الإرهابية”.

وتعني تصريحات السيسي التي قالها في قاعدة جوية قرب حدود مصر الغربية، وفق مراقبين، أن مصر بدأت تتحرك لنسف أوهام أردوغان في ليبيا، وبالتالي تستوجب على المراهنين على سيطرة الميلشيات المسلحة في ليبيا بدعم أنقرة أن يراجعوا مواقفهم، ويعودوا إلى رشدهم، في ظل قدرة مصر على دحر مشروع الجماعات المتطرفة في ليبيا المدعوم من تركيا وقطر والإخوان المسلمين بالسلاح والمرتزقة والإرهابيين.
الموقف المصري الحاسم، أجبر الخارجية التركية على إبداء تراجعا في موقفها على لسان وزيرها مولود أوغلو، الذي قال إن تركيا تقدر أهمية ليبيا بالنسبة لمصر وأنه لا يمكن التغاضي عن ذلك، مضيفا أن إحلال السلام في ليبيا له أهمية مصيرية لدول الجوار، وأنه لا يمكن التغاضي عن أهمية السلام في ليبيا بالنسبة إلى مصر، ما يشير إلى تخوف أنقرة على وضعها في ليبيا، خاصة أن تدخلها السافر لا يستهدف طرابلس فقط، وإنما يستهدف المنطقة العربية تحت مظلة إخوانية، يريد السيسي القضاء عليها عبر قدرات الجيش المصري لإيقاف العبث التركي، والسير على نهج أسلافه الذين تمكنوا بدعمهم لليبيين من إخراج المستعمر الإيطالي، ويسعى هو حاليا لدحر المحتل التركي.

وأكد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أن مصر شريك حقيقي لتحقيق الأمن في ليبيا، بينما قال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش العميد خالد المحجوب، إن مصر تعي خطورة التدخلات الخارجية في ليبيا والتهديدات الإرهابية، بينما تركيا تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية من تدخلها في ليبيا، في وقت ذكر وزير الخارجية الليبي عبد الهادي الحويج، أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، وأن مصر تنحاز لليبيين ضد الإرهاب والتدخل الأجنبي، بينما أيد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، كلمة السيسي بخصوص ليبيا، مؤكدا مصر لن تتردد في التدخل العسكري إذا ما تجاوز المرتزقة والجماعات الإرهابية منطقة سرت.
وأعلنت كل من الإمارات والبحرين وقوفهما وتأييدهما للجهود المصرية للحل في ليبيا، وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها.
فيما اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، أن خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يؤكد أهمية أن تعمل ليبيا وجيرانها والجهات الفاعلة الخارجية معا لتعزيز وقف إطلاق النار، مبينة أن يجنب التصعيد إلى صراع أكبر، كما أكدت دعمها للجهود المصرية للعودة إلى المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة والتي تشمل مجموعة أكبر من الأصوات الليبية.
وشددت أورتاغوس على أن الولايات المتحدة تدعم رغبة الليبيين في وضع حد للتدخل العسكري الأجنبي والامتثال لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة والالتزامات الأخرى، التي تم التعهد بها خلال مؤتمر برلين في يناير الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *