اجتماعية مقالات الكتاب

«لا تكن الرقم التالي»

تلقيت أصداء وردود أفعال إيجابية وتفاعلا كبيرا وملموسا من أفراد المجتمع بعد كتابة مقالين عن كوفيد-١٩ تحت عنوان ” الوعي المجتمعي “و ” نعود بحذر”، ورأيت من المهم أن أواصل رسالة التوعية عبر مقالي الثالث اليوم حول ” نخاف عليك لا تكن الرقم التالي” وهي الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة لتكريس التوعية في المجتمع ضد كورونا، والتأكيد على كل فرد في المجتمع ألا يكون الرقم التالي للمصابين.

من المؤسف أن نلمس بعض السلوكيات الشاذة أو العفوية من أفراد المجتمع رغم الجهود التوعوية المبذولة منذ شهور طويلة إلا أنه مازلنا نشكو من رصد سلوكيات وممارسات خطرة ، إذ تعجبت كثيراً ووقفت حائراً وامتلكتني الدهشة أمام بيان وزارة الصحة بأن سيدة تتسبب في نقل عدوى فيروس كورونا لثلاث عائلات خلال تجمّع أسري ، إذ أوضحت “الصحة” خلال بيانها لحالات كورونا “إن السيدة تسببت بعدوى فيروس كورونا عن طريق المصافحة والعناق، وتم اكتشاف تسع حالات منها، وترقد ثلاث منها في المستشفى”.

كما كشفت وزارة الصحة تفاصيل حالة تسببت في نقل عدوى كورونا لعدة أشخاص بسبب التهاون في لبس الكمامة، وعدم ترك مسافة آمنة في مقرات العمل، ونقلت عدوى كورونا إلى 10 أشخاص من بينهم حالتان حرجتان.

لا شك أن مثل هذه السلوكيات رغم كونها إنسانية وعفوية إلا أنها تشكل مخاطر كبيرة ، ولها انعكاسات أخرى تترتب عليها مثل ( الحجر الصحي ، التنويم في المستشفى ، إشغال سرير طبي ، التعرض لمضاعفات قد تصل – لا سمح الله – إلى الحالة الحرجة).

كل ما سبق يدعو إلى التأكيد بأن الوعي المجتمعي واتباع التعليمات الصحية كفيل بإذن الله في منع انتشار الفيروس والقضاء عليه في أسرع وقت ، وخصوصاً وأن كافة الإجراءات الاحترازية التي قامت بها المملكة كانت استباقية ووفق أعلى المعايير الطبية، وجاءت منسجمة مع توصيات منظمة الصحة العالمية ، مع ضرورة تكامل الأدوار وحرص كافة أفراد الأسرة على اتباع العادات الصحية المناسبة والبعد عن التجمعات، والحرص على نظافة اليدين وعدم الخروج إلا للضرورة، فالمرحلة تقتضي أن يكون دور المواطن والمقيم أكبر من السابق إذ أن المسؤولية تحولت بالكامل الآن وأصبحت تقع على عاتق المجتمع.

وأخيراً .. أضم صوتي مع نداء الصحة بأن لا يكون أي فرد في المجتمع ” الرقم التالي” لكورونا ، فإتباع النصائح والإرشادات للوقاية من المرض.وسلامة صحتكم.
shahm303@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *